العربي الجديد
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تعزيز المواقع والنقاط التي سيطرت عليها داخل القنيطرة جنوبي سورية، مع أنباء عن قيامها بإنشاء نقاط عسكرية في منطقة حرش جباثا الخشب، وعلى الحدود مع الجولان المحتل. ووفق ما أشار الناشط المدني سعيد المحمد لـ”العربي الجديد”، فقد سبق هذه الخطوة قيام الاحتلال بجرف الأشجار المحيطة بالمنطقة وتعزيزها بحواجز إسمنتية وأسلاك شائكة.
وقال المحمد إن الاحتلال الإسرائيلي بدأ عمليته هذه يوم الأحد، بعد أن شق معبراً ترابياً يربط النقطة بالجولان المحتل، موضحاً أن عمليات الجرف الإسرائيلية طاولت مئات الأشجار في أراضي المزارعين في المنطقة، عدا عن الأشجار الحراجية. وأضاف أن قوات الاحتلال منعت أهالي المنطقة من الاقتراب تحت طائلة الاعتقال أو استخدام الرصاص الحي، باعتبار المنطقة أصبحت عسكرية، مشيراً إلى تخوف الأهالي من أن هذا يمهد لاحتلال دائم، خاصة بعد تحذيرات جنود الكيان لرتل تابع لإدارة العمليات يوم أمس بعدم الدخول للمنطقة، وإلا تعرضوا للقصف بطائرات مسيرة.
وحول التحصينات، قال الناشط لـ”العربي الجديد” إن جرافات الاحتلال لم تكتفِ بإنشاء النقطة، وبناء الحواجز والخيام الإسمنتية في محيطها، بل وسعت تحصيناتها لمسافة تعدت الكيلومتر على محيطها، محتلة حوالي 48 دونماً من الأراضي حولها وفق أحد العاملين في بلدية جباثا الخشب. وأضاف سعيد المحمد قائلاً إن الاحتلال يسعى، بحسب ما علم، إلى تعزيز النقاط التي احتلها في بلدة حضر بالطريقة ذاتها، وكذلك في التلول الحمر وقرية قرص النفل، فيما بدأ بتحصينات يتخوف الأهالي من تثبيت النقاط فيها في كودنة وبلدة الحميدية وسد المنطرة وصيدا الجولان.
وحاول “العربي الجديد” التواصل مع عضو لجنة المخاتير محمد الجريدة ومخاتير آخرين من المنطقة، لكن خطوطهم جميعهم كانت مغلقة، ليعلم فيما بعد أنهم كانوا في اجتماع حول آخر التطورات في المحافظة. وعلم “العربي الجديد” من أحد مصادره في القنيطرة أن ضغوطات تمارس من قبل قوات الاحتلال على المخاتير للتعاون مع جنوده للقبض على مطلوبين للاحتلال من أبناء المنطقة بتهمة التعامل مع حزب الله اللبناني. فيما نفى المصدر أن تعاوناً حصل بهذا الشأن، حيث نقل عن المخاتير أنهم لن يكونوا عوناً إلا لقوات حكومية سورية حصراً، وأنهم لن يضعوا أنفسهم في موقع جواسيس للاحتلال.
وأشار الناشط سعيد المحمد إلى أن دوريات الاحتلال تقتحم القرى والبلدات في القنيطرة بين الحين والآخر بحجة البحث عن مطلوبين متعاونين مع حزب الله، أو بحجة وصول أخبار تفيد بوجود أسلحة، مشيراً إلى أن معظم الناس في المنطقة سلموا أسلحتهم الفردية، فيما قام الاحتلال بسحب كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ بدء توغلاته في المنطقة، مرجحاً أن تلك الذرائع هدفها بين وهو الاحتلال الدائم للمنطقة.