جرافات تدمر الطرقات خلال عدوان الاحتلال على مخيم جنين، 22 يناير 2025 (رويترز)

العربي الجديد

نقل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض أساليب حرب الإبادة على قطاع غزّة إلى مخيم جنين خلال العدوان الذي شنه في شمال الضفة الغربية، بعد يوم من دخول وقف إطلاق النار في القطاع، وفق إفادات من داخل المخيم الذي تعرّض لعشرات حملات الاقتحام الإسرائيلية في العام الأخير. ويشهد المخيم عدواناً مستمرّاً لليوم الثاني، أطلق عليه جيش الاحتلال تسمية “عملية السور الحديدي”، وأسفر عن سقوط عشرة شهداء وأكثر من 40 مصاباً، بالإضافة إلى عملية تدمير واسعة للطرقات والبنية المدنية والتحتية.

واستنسخ جيش الاحتلال أساليب الإخلاء والاعتقال التي طبقت في قطاع غزّة، حيث أجبر أهالي المخيم على التوجه إلى مناطق محددة، عبر تقسيمهم إلى مجموعات، كما أجبر المعتقلين على ارتداء ملابس بيضاء، في ممارسة تشبه المعاملة المهينة التي واجهها معتقلو غزّة. وقال الصحافي من مخيم جنين عصري فياض، لـ”العربي الجديد”، إن قوات جيش الاحتلال طلبت من الأهالي عبر مكبّرات الصوت المثبتة على طائرات “درون” الخروج إلى منطقة “الكينا” الواقعة غرب مخيم جنين، مشيراً إلى تنفيذ هذه الإجراءات بالقرب من مستشفى جنين شرق المخيم، وفي شارع مهيوب (جنوب).

وأوضح فياض أن الأهالي أجبروا على التوجّه عبر ممرّات محدّدة إلى منطقة الكينا، حيث جرى تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة من خمسة أفراد، وسط إجراءات أمنية مشدّدة عليهم، وعمليات فحص للهويات الشخصية باستخدام أجهزة لوحية “آيباد”، لافتاً إلى اعتقال عدد منهم وإجبارهم على ارتداء لباس أبيض. ووصف فياض الوضع في مخيم جنين بـأنه “خطير للغاية”، حيث انتشر قناصة جيش الاحتلال في مواقع متفرقة من المخيم، مما أثار حالة من القلق بين الأهالي الذين يخشون التعرض لإطلاق النار، وقد جرى بالفعل إطلاق النار على عدد من المواطنين يوم الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة العشرات واستشهاد 10 أشخاص.

وقال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيي (أونروا) في الضفة الغربية رولاند فريدريك، في تصريح صحافي، الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية استخدمت في جنين أسلحة وأساليب حرب متقدمة شملت الغارات الجوية. وفرضت قوات الاحتلال حصاراً على مستشفى جنين الحكومي بعدما جرفت الشوارع المحيطة ووضعت سواتر ترابية على مداخله، ما تسبب بحصار المرضى وأهاليهم داخله، في مشهد يذكر بالحملات الوحشية على مشافي قطاع غزة.

وقال مدير المستشفى وسام بكر لـ”العربي الجديد”، إن قوات الاحتلال جرفت صباح اليوم الأربعاء الشوارع المحيطة ومَداخل مستشفى جنين الحكومي، مما أدى إلى إغلاقه بشكل كامل بالسواتر الترابية، حيث لم يتمكن أحد من الدخول أو الخروج من المرفق الصحي، مشيراً إلى التنسيق مع الجهات المختصة للسماح للمواطنين ومرافقي بعض المرضى بالخروج إلى منطقة خلف المستشفى. من جانبه، أفاد مدير عام هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، سياف أبو سيف، في حديث لـ”العربي الجديد”، باعتقال عشرات المواطنين في مخيم جنين دون معرفة مصيرهم حتى الآن. وأكد أبو سيف أن حملة الاحتلال على مخيم جنين ما زالت مستمرة، ولم يجر تحديد العدد النهائي للمعتقلين، أو ما إذا كان سيجري الإفراج عنهم بعد احتجازهم لفترة محدودة أو إبقاؤهم في الاعتقال لفترات طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *