العربي الجديد
شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات هدم وتفجير وحرق عدد من المنازل في مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، في اليوم الرابع للعدوان المستمر على المخيم، وسط خشية من هدم وتدمير عشرات المنازل والمباني، في ظل تجريف البنية التحتية وقطع المياه والكهرباء. وأكد الصحافي عصري فياض، من مخيم جنين، في حديث خاص لـ”العربي الجديد”، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أحرقت يوم أمس منزلين، وثلاثة منازل أخرى تم حرقها اليوم، كما هدمت جرافات الاحتلال خمسة منازل أخرى الجمعة، في عدة مناطق من المخيم، لافتاً إلى أن عدد المنازل المستهدفة قد يرتفع خلال الساعات المقبلة. وأشار فياض إلى أن جرافات جيش الاحتلال شرعت بهدم عدة منازل في المنطقة الغربية من مخيم جنين، وكذلك في منطقة شمال حي عبد الله عزام، وصولاً إلى الجهة الشرقية من ذلك الحي، في إطار ما يبدو أنه عملية لتوسيع الطرق لدخول الآليات العسكرية.
وحذّر فياض من أن عمليات الهدم تتم وسط مخاوف من تدمير عشرات المباني الأخرى، خاصة في ظل استمرار اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، وتناقل الإعلام الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يعتزم تفجير وهدم منازل المقاومين، إلا أن ما يتم تدميره ليس مقتصرًا على منازل المقاومين فقط، بل يشمل أيضًا منازل مدنيين لا علاقة لهم بأي أعمال مقاومة.
وأوضح الصحافي عصري فياض أن “ما يجري يبدو وكأنه عملية ممنهجة لتوسيع الشوارع، وربما هدم مربعات سكنية كاملة، وهو ما يثير مخاوف من تغيير تضاريس مخيم جنين بشكل دائم”، مشيراً إلى أن غالبية العائلات نزحت من داخل المخيم، بينما يتم التعامل بعنف مع من تبقى، حيث تقتحم قوات الاحتلال منازلهم وتتعامل معهم بقسوة، بما في ذلك الضرب والإهانة.
وكان رئيس المبادرات المجتمعيّة من مخيم جنين محمد أبو الهيجاء، قد أوضح في حديث مع “العربي الجديد” ،أن ما يقارب 80% من سكان المخيّم اضطروا للنزوح قسرًا، ولم يتبقَّ سوى حوالي 20% منهم، غالبيّتهم يواجهون صعوبة في الخروج، نظرًا لانتشار قوات الاحتلال، والطيران الحربي في سماء المخيم الذي بات شبه خالٍ من أهله. في هذه الأثناء، لفت الصحافي عصري فياض إلى أن قوات الاحتلال تواصل تجريف البنية التحتية في شوارع مخيم جنين، إذ جرى تدمير شبكات المياه والاتصالات والصرف الصحي، وتسبب ذلك بانقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء المخيم.
الأوضاع في مخيم جنين…”أشبه بالجحيم”
من جانبه، أفاد المواطن أمين خازم، من مخيم جنين، في حديث لـ”العربي الجديد”، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي كثفت عمليات الهدم والتفجير والحرق للمنازل اليوم في عدة مناطق من المخيم، دون وجود إحصائيات دقيقة حتى الآن بسبب استمرار اقتحام الاحتلال. وأعرب خازم عن خشيته من أن يصل عدد المنازل المُدمرة إلى العشرات، خاصة في ظل استمرار عمليات الهدم والحرق والتفجير التي تطاول منازل المقاومين والمدنيين على حد سواء. وأوضح خازم أن الأوضاع داخل مخيم جنين باتت صعبة وقاسية، واصفًا إياها بأنها “أشبه بالجحيم”، وسط الحصار والتدمير الذي يجري.
وفي سياق متصل، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين المقاومين وقوات الاحتلال في عدة مناطق من مخيم جنين، فيما شملت المنازل التي جرى إحراقها التي يُعثر في محيطها أو داخلها على عبوات ناسفة، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ”العربي الجديد”.
ومنذ بدء عدوان “الأسوار الحديدية” على مخيم جنين ظهر الحادي والعشرين من الشهر الجاري، اعتقل عشرات الفلسطينيين في مخيم جنين دون معرفة عددهم أو مصيرهم حتى الآن، في ظل استمرار عملية الاحتلال، بينما استشهد 12 فلسطينيا وأصيب العشرات. وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ”العربي الجديد”، فإن قوات الاحتلال تجبر المعتقلين على ارتداء لباس أبيض بالكامل، ضمن معاملة مشابهة لتلك التي تعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في قطاع غزة.
ويبلغ عدد سكان مخيم جنين حوالي 14 ألف نسمة، واضطرت نحو ألفي عائلة للنزوح إثر العملية العسكرية للأجهزة الأمنية الفلسطينية التي شهدت أحداثا دامية استشهد فيها 15 فلسطينياً، بينهم ستة من أفراد الأمن الفلسطيني، واستمرت تلك الحملة 47 يوماً، قبل اقتحام جيش الاحتلال للمخيم في الحادي والعشرين من الشهر الجاري للمخيم وبدئه عدوان “الأسوار الحديدية”.