استخدم “بنيامين نتنياهو” مصطلح “إرهاب إسلامي” منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي بصورة متكررة في جميع خطاباته جنبا إلى جنب مع اليمين في الولايات المتحدة الأمريكية. متبنيا بذلك وجهة نظر”برنارد لويس” المستشرق اليهودي ،المولود عام ١٩١٦ في لندن. وقد كان متخصصا في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “برنستون”.
ويعد “لويس” من أبرز المخططين لمشاريع تقسيم الوطن العربي. وتتمحور أغلب كتاباته حول الإسلام والشرق الأوسط والمجتمعات الإسلامية وعلاقتها بالغرب.
وقد وضع مشروعا مثيرا للجدل، أطلق عليه إعلاميا “مخطط برنارد لويس لتفتيت الدول العربية الإسلامية”. هذا المشروع الخبيث الذي هدف إلى تفتيت الدول العربية الإسلامية إلى دويلات عرقية ودينية ومذهبية وطائفية. وكان هو أول من استخدم “الإرهاب الإسلامي”.
حيث يعد هذا المشروع هو الثاني بعد “سايكس بيكو”.
ومن المعروف أن مصطلح “الإرهاب الإسلامي” يؤدي إلى نتيجة مفادها أن الإرهاب له جذور فكرية وتاريخية في الإسلام، ويعود ذلك كما يرى الغرب الصليبي إلى الفتوحات الإسلامية في بلادهم واتهامها باستعباد الناس هناك من خلال إجبارهم على اعتناق الإسلام أو القتل على حد زعمهم.
ومن هنا فإنه من الواضح أن أيديولوجية “بنيامين نتنياهو” تسعى إلى تأطير المشروع الصهيوني ضمن صراع الحضارات، معتبرا كما “ديفيد بن غوريون” من قبله أن المشروع الصهيوني هو جزء من الحضارة الغربية التي تعيش صراع حضاري مع الحضارة العربية الإسلامية. وأن هذا المشروع نجح في جلب الحداثة إلى أرض فلسطين عبر موجات الهجرة اليهودية منذ عام ١٨٨٢.
فالعرب من وجهة نظر “نتنياهو” “هم مجرد عابرين، نصبوا خيامهم في حقول فلسطين واتخذوا لأنفسهم ملاجئ في خرابها، وهم لم يؤسسوا شيئا فيها لأنهم غريبون عن الأرض، لم يسبق أن ملكوها، وأن رياح الصحراء التي جلبتهم إليها قادرة على حملهم في أحد الأيام دون أن يخلفوا وراءهم أية آثار يمكن أن تدل على عبورهم عليها”.
يسمون إسلامنا بالإرهابي ويطلقون على دفاع المقاومة الفلسطينية عن مقدساتها إرهابا، وهم من جلب لنا الإرهاب منذ قرون. فمن منا ينسى تاريخ الحروب الصليبية الهمجية الدموية الجائعة لخيراتنا؟ ومن ينسى ما فعلته جيوشهم بمسلمي القدس؟ ومن ينسى أنهار الدماء التي جرت داخل المسجد الأقصى والجثث التي تراكمت على أرضه؟ ولن ننسى عصابات الصهاينة التي قتلت الآلاف من أهلنا في فلسطين ومثلت بهم وحرقت واغتصبت. ودمرت حوالي ٤٢٢ قرية فلسطينية ومحتها عن وجه الأرض.
وهل ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت وماذا عن مجزرة الحرم الإبراهيمي ومئات المجازر في غزة!
من صنع داعش والقاعدة؟ ومن ألصقها بالإسلام؟
صنعوها، واليوم ألصقوها بالمقاومة الفلسطينية وزجوا بالمقاومة في صفوف من صنعتهم أيديهم من القاعدة داعش.
تبعتهم في هذا أنظمتنا الصهيوعربية، فأطلقت أقلامها من المتصهينين لإلصاق التهم بحركة حماس وأنها السبب في حرب الإبادة على غزة بل ووصمتهم بالإرهاب. فبئست الأنظمة وبئست أقلامها الخائنة..
واليوم الموافق ١٧/سبتمبر٢٠٢٤ حيث تم تسليم جبل من جبال فلسطين وشهيد على طريق القدس، الشهيد ماهر ذياب الجازي بعد قيامه بعملية الكرامة المباركة وقتل ثلاثة من خنازير الكيان الغاصب، وجدنا بعض القنوات العميلة وقد سلخت من الشهيد هذا اللقب ووسمته بالجثة أو الجثمان، فكانت كما أرادت لها أن تكون دولة الإرهاب الحقيقي والتي تمارس تصديره للخارج.
وإن دولة الاحتلال ومن يقف خلفها إن أرادت إطلاق لقب إرهابي على من يدافع عن فلسطين، فنحن جميعا إرهابيون متطرفون بحب فلسطين. وإن خرج اليوم ماهر فغدا سيخرج آلاف مثل ماهر.
رحم الله الشهيد وشهداء الأمة أجمعين والعار كل العار للمنبطحين.