العربي الجديد
تدهورت الحالة الصحية لعدد من الشخصيات في تونس وجدت نفسها في السجن بسبب تصريحات أو أداء عملها، إذ نُقلت أمس الأحد رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين إلى العناية المركزة، كما أُدخل نائب رئيس حركة النهضة منذر الونيسي المستشفى، إلى جانب تدهور الوضع الصحي للإعلامي محمد بوغلاب. ويعاني السجناء الثلاثة مشاكل صحية، إما بسبب أمراض مزمنة سابقة أو أخرى مستجدة، إلى جانب خوض بعضهم إضراباً عن الطعام احتجاجاً على محاكمتهم، مثل بن سدرين مؤخراً.
وأكد عضو هيئة الدفاع عن بن سدرين، المحامي عبد الرؤوف العيادي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أنها “نُقلت من السجن إلى العناية المركزة، وأن وضعها دقيق”، موضحاً أنها خاضت إضراباً عن الطعام منذ نحو أسبوعين. وقال العيادي إنه “كان في اتصال هاتفي مع زوج بن سدرين، عمر المستيري، وأعلمه أنها حالياً في العناية المركزة بمستشفى الرابطة في العاصمة، وأن العائلة لم تكن تعرف بنقلها إلى هناك، وأن الزيارة ممنوعة”، مؤكداً أنه “لم يتسن لهم أيضاً، بصفتهم محامين، زيارتها في السجن، وأن وفداً من الأطباء مرفوقاً بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سيزورها للوقوف على حالتها الصحية”.
وقالت المحامية لمياء الفرحاني، في تدوينة لها على صفحتها بـ”فيسبوك”: “إن سهام بن سدرين نقلت إلى المستشفى من سجن إيقافها بمنوبة إثر تدهور حالتها الصحية، ولم تُعلَم العائلة ولا لجنة الدفاع”، مضيفة أن “أحد المحامين ذهب اليوم لزيارتها فأُعلم بنقلها إلى المستشفى”. ولفتت إلى أن “حياة سهام في خطر نظراً لحالتها الصحية ونظراً لسنها، كما أنها تخوض إضراباً عن الطعام منذ 14 جانفي (يناير/كانون الثاني)، والأكثر من ذلك إحساسها بالظلم والقهر والخذلان الذي يهد الجبال”.
وقالت رحمة العبيدي، زوجة نائب رئيس حركة النهضة، منذر الونيسي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن “الطبيب (زوجها) الذي لطالما كان ينقذ المرضى من القصور الكلوي أو الفشل الكلوي يجد نفسه اليوم في خطر خسارة كليته بسبب الظروف المزرية التي يعيشها داخل السجن”، مضيفة أن “زوجها مختص في الكلى واليوم هو عاجز عن الشفاء وعلاج حالته التي كثيراً ما تتعكر بمجرد عودته إلى السجن”.
وأكدت العبيدي، في تصريح لها، أنه “حالياً في المستشفى ويخضع للفحوص ورغم أنه من الكفاءات الطبية في تونس، ولكنه لا يجد اليوم حلاً لحالته بسبب ظروف السجن”، متسائلة “لماذا لا يترك الونيسي في حالة سراح، خاصة أنه يحترم القانون وهو ليس بمجرم، بل رجل دولة؟”. وقالت إن قضية رجل الأعمال الجيلاني الدبوسي، والتي اتهم فيها زوجها بالقتل وسُجن على إثرها نظراً لعمله طبيباً، فقد “بيّنت تقارير الطب الشرعي والأبحاث غياب الجريمة والقتل العمد، وبالتالي لا وجود لأي تهمة”.
وطالبت جمعية ضحايا التعذيب (مقرّها جنيف)، في بيان لها أمس الأحد، بإطلاق سراح الإعلامي محمد بوغلاب، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة له بعد تدهور وضعه الصحي داخل السجن. وأضافت الجمعية أنّ بوغلاب، الذي يبلغ من العمر 61 عاماً، يعاني وضعاً صحياً متدهوراً داخل السجن بعد إيقافه في 22 مارس/آذار 2024 بناءً على شكوى واهية تتهمه بالإساءة إلى الغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي، داعية الى الإفراج الفوري عنه وتوفير الرعاية الصحية اللازمة له. وقالت إنه يعاني داخل سجنه في تونس مشاكل خطيرة في بصره، إذ لا تتجاوز نسبة الإبصار في عينه اليمنى 1/10، فيما عينه اليسرى متضررة بشدة بسبب تراكم السكري، مبينة أن أوجاع البروستات وساقه اليمنى المتثاقلة من الألم تعكس معاناة يومية لمحمد بوغلاب، تفوق قدرة أي إنسان على التحمل.