الشروق

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن المجتمع المصري أصبح يعاني من الكثير من الأمراض النفسية خلال السنوات الماضية بسبب الظروف الاستثنائية التي مرت بالبلاد فضلا عن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها السلبية.

وأضاف وزير الصحة أن الحديث عن الأمراض النفسية في السابق كانت تواجه صعوبات تتعلق بالوصم المجتمعي ولكن الآن يجب تغيير النظرة لتلك الأمراض.

وقال عبد الغفار “انظروا حولكم بالتأكيد ستجدون حقد وتنمر وتحرش والكثير من المشاكل النفسية التي يجب التحرك والعمل على مجابهتها”.

وأشار الوزير إلى أن نحو ٢٥% من سكان العالم يعانون من اضطرابات نفسية، مشيرا إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي والتوعية بهذه الأمراض التي يتعرض لها الجميع ولا يجب أن تكون مصدراً للوصم المجتمعي.

جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الثالث للصحة النفسية الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ومنظمة و اوبترزم سبيكس، اليوم الجمعة ، والذى جاء بعنوان “التوحد خارطة الطريق: اكتشاف، تدخل، رعاية”، والذي تناول اضطراب التوحد بكل أبعاده بدء من اكتشافه ثم التدخل والرعاية.

وخلال الافتتاح تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة ومنظمة اوبترزم سبيكس، لرعاية الأطفال الذين يعانون من التوحد.

من جانبه، قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إن المؤتمر يأتي احتفاءً باليوم العالمي للتوحد وهو يتسق مع رسالة المكتبة التي تهدف إلى رعاية ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع.

وثمّن مدير مكتبة الإسكندرية الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة المصرية وذلك من خلال المبادرات الصحية والتي تقوم بتنفيذها بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مثل مبادرة القضاء على قوائم الانتظار ومبادرة القضاء على فيروس سي وكذلك مبادرة 100 مليون صحة.

وأضاف زايد أنه لا شك أن ذوي الاعاقة لهم حقوق مشروعة كباقي فئات المجتمع ولذلك جاءت الاستراتيجية التنموية التي تضع الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة في صلب أولوياتها.

وأوضح زايد، أن قضية الاهتمام بالصحة على رأس أولويات الدولة المصرية حالياً ومن بينها الاهتمام بالصحة النفسية.

بدوره أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن مهمة أي وزير صحة في العالم هو تقديم الرعاية الصحية لمواطني بلاده، لافتا إلى أن الاهتمام بالصحة النفسية لم يعد رفاهية. من جانبه ثمن اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، التنظيم الجيد للمؤتمر الذي يناقش قضية مهمه للغاية.

ووجه محافظ الإسكندرية الدعوى للحضور للمشاركة في جولة سياحية بمدينة الإسكندرية تنظمها المحافظة للمشاركين في المؤتمر.

وأكد أن الإسكندرية لديها الكثير من الأماكن التاريخية والسياحية المتفردة في العالم. بدورها استعرضت الدكتورة داليا سليمان، رئيس الجمعية المصرية للتوحد، دور الجمعية التي تأسست عام ١٩٩٩، مشيرة إلى أنهم يعملون على الكثير من المشاريع خاصة في المدارس إذ يتم دمج الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس من خلال برامج تأهيلية.

وأكدت باميلا ديكسون، مسؤول منظمة اوبتزم سبيكس في مصر، أهمية تقديم الدعم التقني واللوجيستي من أجل دعم ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصا المصابين بالتوحد.

وأشارت إلى أهمية التركيز على المدارس من أجل دعم هؤلاء الأطفال وكذلك تقديم الدعم الأسري لدمجهم في المجتمع.

بدوره أشار فلزول حقي، ممثل اليونسيف في مصر إن أزمة التوحد من القضايا تهم الآلاف من السكان في دول العالم لأنها قضية مهمه ولها تداعيات سلبية كبيرة.

وتطرق مسؤول اليونيسيف في مصر إلي الحديث عن ضرورة تقديم الدعم النفسي والعلاجي للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأشاد حجي بالدور الذي تقوم به مصر في دعم تلك الفئات من خلال المبادرات الرئاسية خصوصا مبادرة حياة كريمة التي تهتم بالقرى الاكثر احتياجا.

من جانبه، قالت نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن التوحد من المشاكل التي يعاني منها مئات الآلاف حول العالم ولذلك تعمل منظمة الصحة العالمية على دعم كافة الجهود التي تخفف من التأثيرات السلبية لذلك.

وأكدت عابد أن الإهتمام بالصحة جزء لا يتجزأ من الخطط التنموية في أي دولة فلا تنمية بدون رعاية صحية.

وقالت إن التوحد من المشاكل التي تتطلب دعم مجتمعي واسري لدمج هؤلاء الأطفال من خلال المدارس. وتطرقت منى عبد المقصود، الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان إلي المبادرات التي يقوم لها المركز في مجال الصحة النفسية والتي تتمثل في مبادرات تطبق في المدارس.

وأشارت إلى أن مناهج الصحة النفسية في المدارس جرى تطبيقها في خمس محافظات مصرية وأكدت ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية قائلة نحن نستطيع أن نعيش باعتلالات جسمانية ولكننا لا نستطيع العيش باعتلالات نفسية.

وأكدت أن مصر لديها الكثير من فئات الشباب والذين من الممكن أن يكونوا ميزة وقد تكون أحد المشكلات لأن التوحد مرض يصيب الأطفال الصغار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *