بي بي سي

بي بي سي -

أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن وفد التفاوض، المكوّن من مسؤولين في الموساد والشاباك والجيش، عاد ليلة الثلاثاء إلى إسرائيل بعد أسبوع من المباحثات في قطر.

وأضافت أن الوفد سيجري مشاورات داخلية لتقييم نتائج المحادثات ومناقشة خطوات استمرارها.

من جهتها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، أن المفاوضات اقتربت من التوصل إلى تفاهمات بشأن قضايا حساسة، أبرزها محور “فيلادلفي” و”نتساريم”.

في السياق نفسه، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن المحادثات لم تتعثر، لكنها دخلت مرحلة تتطلب قرارات سياسية من القيادة الإسرائيلية لدفعها نحو الأمام.

ويأتي ذلك بعد حديث لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام أعضاء الكنيست أكد فيه، يوم الاثنين، إحراز “بعض التقدم” في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الرهائن في غزة، وذلك بعد أكثر من 14 شهراً من الحرب مع حركة حماس.

جاءت تصريحاته بعد يومين من إعلان ثلاثة فصائل فلسطينية في بيان مشترك عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الرهائن والسجناء مع إسرائيل، موضحةً أن الاتفاق “أقرب من أي وقت مضى”.

وشهدت الأيام الأخيرة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية في الدوحة، ما عزز الآمال بالتوصل إلى اتفاق.

وقال نتنياهو خلال خطابه في الكنيست: “لا يمكننا كشف كل التفاصيل، لكننا نتخذ إجراءات لإعادة الرهائن، وأود أن أقول بحذر إنه تم إحراز بعض التقدم، وسنواصل العمل حتى نعيدهم جميعاً”.

وأضاف مخاطباً عائلات الرهائن: “نفكر فيكم ولن نتخلى عن أحبائكم، إذ إنهم أحباؤنا أيضاً”.

ورغم هذه التصريحات، أعربت عائلات الرهائن عن شكوكها في جدية جهود الحكومة، كما اتهم معارضون نتنياهو بالمماطلة في محادثات الهدنة لإرضاء شركائه اليمينيين المتطرفين في الائتلاف الحاكم، وفقاً لعائلات الرهائن.

قامت فرق الدفاع المدني والسكان بفحص الحافلة المستهدفة بعد هجوم شنه الجيش الإسرائيلي على خان يونس، غزة، في 23 ديسمبر/كانون الأول 2024.

صدر الصورة،Getty Images

“الجيش الإسرائيلي حوّل المشافي إلى مقابر”

 قالت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، إن قوات إسرائيلية أجبرت مسؤولي المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع على إخلائه من المرضى الذين وصل كثيرون منهم إلى مستشفى آخر على بعد أميال في مدينة غزة، بعضهم سيراً على الأقدام.

والمستشفى الإندونيسي أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً في شمال القطاع الذي يتعرض لضغوط عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.

وتقول إسرائيل إن عملياتها حول التجمعات السكنية الثلاثة المحيطة بالمستشفى، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، تستهدف مسلحي حماس.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن المستشفى الإندونيسي استخدمه مسلحون لشن هجمات على القوات الإسرائيلية وأن الجيش “سهل الإجلاء الآمن للمدنيين والمسعفين والمرضى من المنطقة قبل وأثناء العملية”.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء شمال غزة من السكان بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها تعمل على تسهيل توصيل الإمدادات الطبية والوقود ونقل المرضى إلى مستشفيات أخرى في القطاع خلال تلك الفترة بالتعاون مع وكالات دولية مثل منظمة الصحة العالمية.

وذكر مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية أنهم قاوموا أمراً جديداً من الجيش الإسرائيلي بإجلاء مئات المرضى والأطباء والموظفين، مضيفاً أن المستشفى يتعرض باستمرار لإطلاق نار مما أدى إلى إتلاف المولدات ومضخات الأكسجين وأجزاء من المبنى.

وذكر مسؤول أمني إسرائيلي أن المنطقة معقل لحماس، وأنها- قاصداً المنطقة المحيطة بمستشفى كمال عدوان “منطقة القتال الأكثر تعقيداً في جباليا… نحن حذرون للغاية”.

من جانبه، أكد منير البرش مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة لبي بي سي أن الجيش الإسرائيلي وضع روبوتات مفخخة في محيط مستشفى كمال عدوان من الناحيتين الجنوبية والغربية.

وأشار البرش إلى أن الجيش الإسرائيلي فجّر هذه الروبوتات مما أحدث أضراراً بالغة داخل المستشفى وتسبّب في إصابة 20 شخصاً من المرضى والجرحى والكادر الطبي غالبيتهم جراحهم طفيفة، عدا حالتين جراحهما متوسطة. كما تسبب في أضرار بالغة طالت الأجهزة الطبية.

وأضاف البرش في حديثه لبي بي سي بأن “الجيش الإسرائيلي أخرج الجرحى والمرضي عنوة من داخل المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا ومنهم من يعاني من جراح خطيرة وبعضهم من الأطفال وكبار السن الذين لا يمكن لهم التحرك والمشي في الشوارع”. وأضاف أن أ”كثر من 50 دبابة تحيط المستشفى وكأنها ثكنة عسكرية”، على حد قوله.

وبيّن أن “الجيش الإسرائيلي يكثف هجومه على المستشفى الإندونيسي حيث اقتحمها وجرّف المولدات الكهربائية بداخلها ودمر مخازن الصيانة، وأن ما وصفه بالسيناريو الذي حصل في مستشفى الشفاء هو الماثل أمامهم في مستشفيات الشمال”، حيث “يريد الاحتلال إخراج المرضى والجرحى من المستشفيات وتدميرها وحرقها كما حصل في مجمع الشفاء”.

وتابع البرش “لا أفهم سلوك الاحتلال تجاه المنظومة الصحية فعندما يضع روبوتات متفجرة ويقوم بتفجير المشفى ويحولها إلى مقابر، ما الذي يريده وكل هذا يحدث أمام أنظار العالم لا سيما منظمة الصحة العالمية التي لا تحرك ساكناً”.

وعبر البرش عن خوفه الشديد على الكوادر الصحية مما قال إنه “القتل والاعتقال، ونخاف على الدكتور حسام أبو صفية مدير كمال عدوان بأن يُقتل أو يُعتقل كما فعل الجيش الاسرائيلي مع كوادر مستشفى الشفاء من عمليات قتل للأطباء والصيادلة وإخراج عدد منهم واعتقالهم ومن ثم القيام بإحراق المستشفى”.

وما زال الجيش الإسرائيلي يشدد حصار مستشفيات شمال قطاع غزة الثلاثة وسط قصف عنيف يطال منازل ومناطق في محيطها ووصلت النيران والشظايا الى داخلها. وقال مسعفون إن” قوات إسرائيلية أجبرت الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي، فيما لحقت أضرار بالغة في مستشفى العودة بمخيم جباليا بسبب اشتعال النار في البيوت المحيطة به نتيجة القصف العنيف والمتكرر من الطيران الحربي على بيوت المواطنين، كمال وطالت الأضرار مستشفى كمال عدوان وأُصيب عدد من المرضى جراء عمليات نسف في محيطه”.

وأكدت مستشفى العودة الواقعة في تل الزعتر بمخيم جباليا لبي بي سي بأن قصف مدفعي وإطلاق نار استهدف الطابق الثالث من المبنى الشرقي في المستشفى والذي يضم أحد أقسام مبيت المرضى.

وأكد جهاز الدفاع المدني مقتل 4 أشخاص على الأقل بينهم سيدتان وطفل وعدد من الجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على شقة سكنية تعود لعائلة “صيام” فجر الثلاثاء بمحيط سوق الذهب بمدينة غزة ، فيما أكد شهود عيان سماعهم دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن عمليات نسف مبانٍ سكنية جنوبي حي الزيتون جنوب شرقي غزة.

وفي وسط القطاع قُتل 4 على الأقل ليل الاثنين جراء قصف اسرائيلي لعناصر تأمين المساعدات على شارع صلاح الدين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، إلى 45.338 شهيداً و107.764 جريحاً.

وقالت الوزارة في بيان لها إن “حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 45.338 شهيداً و107.764 جريحاً” منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وأوضحت أنها أحصت “21 شهيداً و51 جريحاً” خلال الساعات الـ 24 ساعة الماضية في القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *