العربي الجديد
أعلنت إسرائيل أنها ستُفرج عن 737 معتقلاً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين الإسرائيليين، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية، اليوم السبت، على ما أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت وزارة القضاء الإسرائيلية، في بيان، إنه في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة “تُوافق الحكومة (…) على إطلاق سراح 737 سجيناً ومعتقلاً لدى إدارة السجون”. ومن بين هؤلاء زكريا الزبيدي، القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى، الجناح المسلح لحركة فتح، وفق ما أوردته وكالة فرانس برس.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس، إنّ 1737 معتقلاً فلسطينياً سيُفرَج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وفي تصريحات متلفزة، مساء أمس الجمعة، للتلفزيون العربي، أوضح فارس أنّ “الأسرى الذين سيتحررون في المرحلة الأولى هم 1737 أسيراً، بينهم 296 من أصحاب الأحكام العالية”.
وأشار إلى أنّ “عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُحرَّرون مرتبط بالتأكد من ظروف الأسرى الإسرائيليين في غزة، ومعرفة عدد الأحياء منهم والقتلى”، وهو ما لم تفصح عنه حركة حماس، بسبب ظروف الإبادة والدمار الهائل في القطاع. وقال فارس إنّ الاحتلال الإسرائيلي “مصمم على إبعاد عدد من الأسرى الذين سيُفرَج عنهم”. وأوضح أنّ “التعنت الإسرائيلي أدى إلى تأجيل إطلاق سراح القادة في المرحلة الأولى”.
وفي وقت سابق أمس الجمعة، أعلنت حركة حماس أنّ رئيسها في الضفة الغربية زاهر جبارين، بحث مع فارس، صفقة الأسرى وترتيبات الإفراج عنهم واستقبالهم بما يليق بهم. وقالت الحركة، في بيان، إنّ جبارين، الذي يرأس كذلك مكتب الشهداء والأسرى في حماس، استقبل فارس، بحضور محامي هيئة شؤون الأسرى خضر شقيرات، وعضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران، والقياديين بالحركة محمود مرداوي وجاسر البرغوثي. وأضافت أنّ الاجتماع بحث “مستجدات الصفقة وتبادل الأسرى، وترتيبات الإفراج عنهم واستقبالهم، بما يليق بتضحياتهم وتضحيات شعبنا الفلسطيني”.
ولم تحدد حماس مكان عقد الاجتماع، لكن فارس، سبق أن توجّه إلى العاصمة القطرية الدوحة، الاثنين الماضي، “للتأكد من معايير إنجاز صفقة تبادل الأسرى” في ظل التحركات المكثفة التي كانت جارية آنذاك لبلورة اتفاق نهائي لها.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة القضاء الإسرائيلية قائمة تضم 95 معتقلاً فلسطينياً من المقرر الإفراج عنهم الأحد المقبل، كدفعة من الأسرى الذين سيُفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، لكن المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين ثائر شريتح، أكد في بيان بوقت لاحق، أنّ “تلك القائمة تحتوي على خلل واضح يتمثل بوجود أسماء أسيرات مفرج عنهن، فضلاً عن تضمنها تواريخ ميلاد لـ10 أسرى دون ذكر أي بيانات إضافية عنهم”.
ودعا شريتح، وسطاء الصفقة في قطر ومصر، إلى “وضع حد لهذه التجاوزات الإسرائيلية، وعدم إعطاء سلطات الاحتلال أي مساحة لممارسة أي خروقات تخلق إرباكاً في الشارع الفلسطيني، ولدى عائلات الأسرى”. ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نجاح جهود الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، على أن يبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
ويتكون الاتفاق من 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوماً. وإضافة إلى إجراءات أخرى مثل وقف مؤقت للعمليات العسكرية، وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة في غزة وفتح معبر رفح وتعزيز دخول المساعدات عبره، يشمل الاتفاق في مرحلته الأولى الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجزاً في غزة، سواء الأحياء أو جثامين الأموات.
وتتعلق المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النارفي غزة بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج القطاع. أما المرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.
ويستمر تنفيذ جميع إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية من الاتفاق، طالما استمرت المفاوضات حول الشروط، مع بذل ضامني الاتفاق جهودهم من أجل ضمان استمرار المفاوضات غير المباشرة حتى يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية.