- رام الله: «الشرق الأوسط»
احتدمت اشتباكات عنيفة في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، مع محاولة الجيش الإسرائيلي التقدم إلى عمق المنطقة التي تعدّ أحد أهم معاقل حركة «حماس» في المنطقة الوسطى، وفيها استهدفت إسرائيل مروان عيسى، نائب محمد الضيف القائد العام لـ«كتائب القسام»، وقالت إنها قتلته، وهو إعلان لم تؤكده ولم تنفِه «القسام».
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن محاولة التقدم الإسرائيلي في النصيرات هي الأولى من نوعها. وأضافت: «عملت القوات في فترات سابقة بأطراف المنطقة. توغلت ومع مواجهتها مقاومة عنيفة تراجعت، لكن من الواضح أنها تريد الآن السيطرة على المنطقة، على غرار الشمال والجنوب، قبل محاولة اقتحام رفح» في أقصى الجنوب.
وأوضحت المصادر أن النصيرات يمثل منطقة استراتيجية مهمة لإسرائيل، لأنه يعزز سيطرتها على عمق أكبر من جهة محور نتساريم (غرب).
وكانت إسرائيل توغلت وعملت لشهرين متتاليين في منطقة شمال القطاع، بما فيها مدينة غزة، ثم عملت لمدة 4 أشهر في منطقة خان يونس جنوب القطاع، وقالت إنها قضت على 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة لـ«حماس»، في القطاع، وتبقت لها كتيبتان في منطقة الوسطى، و4 أخرى في رفح.
ولا تواجه إسرائيل مشكلة في اقتحام المنطقة الوسطى، لكنها تواجه تعقيدات فيما يخص اقتحام رفح التي يتكدس فيها نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، أغلبهم من النازحين.
وتعارض الولايات المتحدة اقتحام رفح.
وبينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه يواصل حملة واسعة في وسط القطاع، قالت «القسام» إنها تواصل التصدي له وتكبيده خسائر هناك.
وأعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن «قوات الفرقة 162 تواصل الحملة العسكرية المباغتة لتصفية مخربين وتدمير بنى تحتية إرهابية في وسط قطاع غزة، حيث دمرت القوات خلال الساعات الـ24 الأخيرة بنى إرهابية لحماس، من بينها مستودع أسلحة، كما صادرت عتاداً عسكرياً آخر لحماس».
وأكد الناطق أيضاً أن «طائرات حربية قصفت ودمرت 3 منصات صاروخية احتوت على نحو 20 قذيفة صاروخية جاهزة للإطلاق». وتابع: «في عدة طلعات هجومية شنتها طائرات سلاح الجو، تم استهداف أكثر من 30 هدفاً في أنحاء قطاع غزة، ومن بينها بنى تحتية إرهابية ومبانٍ عسكرية وقاذفات مضادة للدروع».
ومقابل ذلك، قالت «القسام» (حماس) و«سرايا القدس» (الجهاد الإسلامي) وفصائل أخرى، إن مقاتليها واصلوا دك تجمعات العدو في مناطق مختلفة بالقطاع، بما في ذلك بشمال النصيرات.
وكانت إسرائيل بدأت حملتها في النصيرات بقصف عنيف للغاية، وهو قصف متواصل.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية النصيرات، عدة مرات، ومناطق أخرى في اليوم الـ190 للحرب، مخلفة مزيداً من الضحايا.
وقالت مصادر طبية إن إسرائيل ارتكبت 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، قتل فيها 52 فلسطينياً خلال 24 ساعة.
ودمرت الطائرات الإسرائيلية منازل في النصيرات، وما تبقى من الأبراج السكنية في مدينتي الأسرى والزهراء وسط قطاع غزة، كما قصفت منازل في دير البلح والزرقا، وفي حي التفاح ومخيم الشاطئ وحي الزيتون والشجاعية في مدينة غزة وشمال القطاع، وحي الأمل غرب محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت «إلى 33686 شهيداً و76309 إصابات منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».