الكاتبة: نهاد كرارة

كتبت: نهاد كراره 

هو حب غير مقيد بأي شيء في العالم لا مصالح تحكمه ولا أغراض تنبت فيه، 

واحدة فقط ستعثر عليها أو تعثر عليك وستحبك  دون قيد أو شرط،  ستحبك في هدوءك و تلقائيتك، وتحبك حينما  تثور وتدمر الأشياء وتخبئها خشية أن تحزن منك،  تحبك في نجاحك وفي عدم توفيقك، تحبك حينما تختلف اختلافا شديدا معها و تتعاركا و يحل الخصام بينكما، ثم تعتذر، وعند أول حرف من آسف تغفر لك،  تحبك حينما تصرخ في وجهها و تعاندها بقولك( أنها حريتي و شخصيتي ورأيي الخاص) وحينما تبكي في الزاوية لعدم تحقيق ما يريده عقلك تختبئ منك وتبكي أيضا، لا تحب احساسك أنك مقهورا أو مظلوما ولن تريد أن تصبح هي  الظالم في هذه القصة، ولا يسعدها انتصار عليك في مناقشاتكما فلا انتصار هنا، 

ولا حرب دائرة بينكما من الأساس فهي ليست العدو بل أنها من ضمن نفس جيشك، وأحيانا جيشك الوحيد، 

لكن كل مافي الأمر أنك تكبر الآن، تشب عن الطوق و تريد تحطيم كل ما لا تحب ويضايقك، وغرز فقط البذور التي ترغب وهي تحاول أن تقوم بواجبها تجاهك أو فلنقل واجب قلبها تجاهك و يقودها حبها وخوفها عليك، 

إنها والدتك التي ستحبك فقط حبا غير مشروط، فتذكر ذلك حينما تحزنها، ولتعلم أن العالم لايبنى هكذا أيها الصغير،

هناك منغصات كثيرة ستدهشك .  

 الآن صارت لك شخصية ويسعدها ذلك و صار لك رأيا يعاكس رأيها ولا ضير في ذلك و صرت تطالب بحريتك التي لا تقيدها بل فقط تحاول تقويمها، 

ربما تحبك لدرجة محاولة تجنيبك  بعض الأخطاء التي سقطت بها،  ومنحك مفاتيح تكمل عليها لتفتح جميع أبواب العالم و مصباحا يريك حفر الطريق، فأنت في فترة التعلم وتلقي الخبرات فاقتبس الخبرات وزد عليها تجاربك، 

العالم ليس بساحة زهور بل غابة وحوش ياصغير،  

هي لا تكره تفكيرك بل تحب اعتدادك بذاتك وشخصيتك التي تظهر و تتشكل في هدوء أوإعصار، ترى فيك طفولتها وشبابها و أفكارها  ترى فيك مستقبلا تتتمناه جميلا مثلك، ترجو لك السعادة والفلاح في كل طريق تخطو فيه،  تحثك على التقدم وتشجعك عليه، بل أنها قد تدفعك دفعا للنجاح، 

تحبك ولا تريد أن تتركك لتسقط تشفق عليك من ألم التجربة،  لكنه ألم لابد أن تجتازه وتنجو منفردا بعد أن تمنحك القواعد حتى وإن 

ثنيت أطرافها وكسرت أقدامها لتناسبك، وتمنحك الحدود حتى وإن تجاوزتها لترسم حدودك الخاصة، 

فهي تعلم أنك تكبر بطريقة معاكسة لها وللأجيال السابقة وأنك  تظهر  الغضب من العالم، ومن القوانين والمجتمع والناس لأنها تقيد جموح عقلك و تقص أطراف أجنحتك لكنها ستنموا من جديد وتطير بعيدا عن الأرض لتصل لسماء أحلامك،  حينها ستمنحك قبلة جبين ودعاء،  

ولكن تذكر دوما أنه برغم كل وأي شيء سيظل حبها باق  لن يقل أبدا وإن عصيت ولن يلفظ اللسان سوى 

اللهم أحفظك  و بارك فيك  واجعلك  سندا  و عكازا وظهرا 

الكاتبة: نهاد كراره

https://www.facebook.com/farashasamawya?mibextid=LQQJ4d

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *