دائما ما حظي اليهود ولا زالوا بدول عظمى تقف خلفهم. فبريطانيا حين كانت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس كما كان يقال، وقفت خلف اليهود.

وبصرف النظر عن نياتها المضمرة لذلك الوقوف والدعم وصنع شعب من لا شيء، إلا أنها وقفت ومنحتهم أرضا لا تملكها ولم تمتلكها يوما.

أما الفلسطينيون فكان خيارهم واحد من اثنين، فإما المصالحة ضمن شروط العدو أو المقاومة. وهنا اختاروا المقاومة بالرغم من عدم امتلاك ما يقاومون به، إلا من أسلحة قديمة يبتاعونها بصيغة النساء من زوجات وأمهات وبنات من مخلفات الحروب العالمية.
لكن لماذا لم يكن أمامهم سوى هذين الخيارين؟؟

كما قلنا سابقا فاليهود وقفت إلى جانبهم بريطانيا إلى أن تحقق فوق ما حلم به اليهود فحصلوا على دولة. وفيما بعد كانت الولايات المتحدة الأمريكية الحاضنة الرسمية لهذه الدولة وبقية الدول الداعمة.

أما الفلسطيني فلم يجد أمامه ومنذ البداية أي قبل خسارة فلسطين بشكل نهائي إلا حكام يقال عنهم عرب.
خانوهم وخانوا فلسطين حين قدموها على طبق من ذهب ليهود الشتات بهدف تحقيق مصالح مشتركة. والأهم تحقيق مصالح من يأتمرون بأمرهم، ولولا مصالح تلك الدول الغربية في منطقتنا بإيجاد قاعدة لها ومن ثم حماية حدودها عن طريق صنع أنظمة حماية، لما ولدت بعض الدول ولا كانت.

ومن هنا وقف الفلسطيني عاري الصدر أمام دول يستقبل بعريه رصاص البعيد وغدر القريب. غير أنه لم يساوم يوما على أرضه ولا على قناعته بأحقية الأرض، وأن له شجرة كلما حاول العدو تثبيت جذور مصطنعة لهم مكانها، أطلت جذورها فشطرت تلك الجذور ونبتت شجرة ثبتت جذورها الأولى وزادت عمقا والأهم شجرة تتحدى فأس المحتل ووحشيته.

فخرج لهم عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وحسن سلامة ونوح ابراهيم وغيرهم من المجاهدين الأوائل وجلّهم نال الشهادة.
والحقيقة أنهم لو امتلكوا من السلاح جزءا مما امتلك عدوهم لتمكنوا من تحرير الأرض. ولو أن الحكام لم يحشروا أنوفهم النتنة بهدنهم الغادرة لما استطاع اليهود من الاستيلاء على فلسطين.
وتظل العبارة لشهيد القسطل عبد القادر الحسيني تتردد عبر الأجيال حين خذله قادة اللجنة العسكرية العربية المشتركة، الذين كدّسوا السلاح في مخازن “جيش الإنقاذ”، ورفضوا تزويده به:-

إنّكم تخونون فلسطين.. إنّكم تريدون قتلنا وذبحنا”.

وبقي السلاح على شحه هو الخيار الوحيد حتى بعد دخول المفاوضات المذلة التي كانت انتفاضة الحجارة ٨٧ هي السبب الذي دفع العدو لدخولها. غير أن قادة “أوسلو” كانوا كما اراد لهم العدو أن يكونوا. فقبلوا برقعة مشوهة اسموها دولة وهي أبعد ما تكون عن الدولة وأقرب إلى السقط الميت.

فبعد تلك المفاوضات ازدادت دولة الاحتلال قباحة وتنكيلا بصاحب الأرض الشرعي. حيث أنه بعد المفاوضات لم تتوقف مشاريع الاستيطان ولا تحرر أسرانا وألقي ملف العودة جانبا بل وعاثوا بمقدساتنا وحاصروا قطاعنا.

فكان السلاح هو الخيار الوحيد والمقاومة هي الحل، فلتذهب المفاوضات إلى الجحيم وحتى لو ظل المقاوم وحده في الميدان يتصدى للآلة الغربية والعربية.

نعم الغربية والعربية، إنها الحقيقة التي لا يغطيها غربال الخيانة.
اليوم في غزة والضفة تقف المقاومة وحدها منذ السابع من أكتوبر. وحدها بعد أن اختارت السلاح ولا غيره، السلاح الذي أذل دولة الاحتلال ومن يقف خلفها وخاصة بعد العملية الاستشهادية التي تبنتها كتائب القسام في “تل أبيب” بتاريخ ١٨/اغسطس.
فلتلقى دولة الاحتلال عن رأسها العمليات القادمةالتي ستنهي وجودها بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *