يظن “بنيامين نتنياهو” وعصابته المتطرفة بأنهم ومن خلال الأسلحة الفتاكة سيقضوا على تطلعات الشعب الفلسطيني. وأن بناء البؤر الاستيطانية سيضيف شيئا للأمن، دون أن يدركوا أنهم بذلك يقومون بتجهيز بركان سينفجر في وجوههم لو زادوا الضغط عليه.

وقد أكدت الحروب المتواصلة على الشعب الفلسطيني بأنه شعب يمتلك القدرة على الاحتمال والاستمرار بعكس يهود الشتات الذين سريعا ما يصيبهم اليأس والإحباط اللذين قد يدفعا بهم نحو طريق الانتحار أو الهرب خارج البلاد. وقد حصل هذا بعد عملية السابع من أكتوبر.

وخير دليل على صمود الشعب الفلسطيني، ما يحدث في غزة، فبرغم استخدام أسلحة العالم من مروحيات ودبابات ومدافع وغيرها لتدمير وهدم وقتل وإبادة كل ما في غزة، ورغم الحصار والجوع وانعدام المأوى إلا أن هذا الشعب ما يزال صامدا، ومقاومته واقفة وتقاتل بضراوة لا مثيل لها، توقع الخسائر الفادحة والصادمة بقوات الاحتلال.

فكلما زادت كمية الدماء المراقة كلما ارتفعت فاتورة الانتقام وعظمت الإرادة والمعنويات. فالمعادلة عكسية وحسابات “نتنياهو” مغلوطة، فحين ظن أنهم كلما قتلوا وروعوا وتوعدوا باستئصال المقاومة كلما كانت النتيجة تأديب الفلسطيني وفرض واقعهم عليه هي بالفعل معادلة خاطئة.
فالعكس هو الصحيح، فكلما ازداد العقاب وخاصة بالذبح والتهجير والتضييق كلما ازدادت مشاعر الثأر والانتقام لدى الفلسطيني نحو عدوه الصهيوني.

وشعلة السابع من أكتوبر التي أشعلها القائد الشهيد يحيى السنوار رحمات الله عليه ستظل متوهجة وتزداد توهجا كلما ازدادت وحشية العدو حتى التحرير بإذن الله لأرض فلسطين التي شهدت الحروب الدموية الطويلة عبر التاريخ و انكسرت على أعتابها أعتى الجيوش وأكثرها تجبرا وطغيانا.

واليوم ومهما وصل جيش “نتنياهو” ومن يقف خلفه ويسنده من وحشية فإن المقاومة ستبقى شوكة في حلوقهم جميعا إلى أن يخرجوا مدحورين من فلسطين.

وقانون التاريخ هو الذي سيفرض نفسه في النهاية، وهذا القانون يقول لا بقاء لمستعمر ولا لغازٍ، مهما طال وجوده. فهذا المستعمر لا يمتلك سرّ البقاء في أرض ليست أرضه.

والأرض لا تعطي سيكولوجية البقاء إلا لأصحابها الشرعيين. وهذه الأنهار من الدماء الزكية لن تذهب هدرا وستنقض ما غزله “نتنياهو” من مخططات، وتغرق ما أعده “سموتريتش” من خطط منها تحت مسمى “الحسم”.
هذه الدماء لن تخشى ما قد يفعله “دونالد ترامب”. فاليوم دولة الاحتلال ومن يقف خلفها مهما ادعوا الانتصار فقد سقطوا وخسروا أخلاقيا وقانونيا هذه الحرب والمقاومة التي لا زالت تقاتل هي المنتصرة، اليوم أرض فلسطين ورجالها ونساءها هم من يصنع التاريخ وقانونه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *