من المعروف بانه أينما وجدت مقاومة ضد استعمار وسلب حقوق، وجدت المعتقلات.
فالمعتقلات في فلسطين ليست بالجديدة فهذا هو سجن عكا “سجن القلعة” في مدينة عكا شمال فلسطين المحتلة والذي بناه أحمد باشا الجزار، خير دليل على ذلك.
وقد استعمل هذا السجن زمن الانتداب البريطاني كسجن مركزي، تتم فيه أحكام الإعدام بحق ثوار فلسطين.
ومن أشهر هذه الإعدامات، ما تم عام ١٩٣٠ بحق محمد خليل جمجوم وفؤاد حسن حجازي وعطا الزير حين ثاروا على الاستعمار البريطاني والهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وبعد قيام دولة الاحتلال تم إنشاء عشرات المعتقلات وخاصة بعد تجدد ولادة المقاومة الفلسطينية والعمل الفدائي.
وقد أنشئت هذه المعتقلات بهدف ردع المقاومة. حيث مورست بين جدرانها المظلمة جميع أشكال العذاب. فمن سجن النقب إلى عوفر إلى عسقلان فجلبوع، وصولا إلى سديه تيمان والقائمة تطول. ففي كل هبة أو انتفاضة تستحدث إدارة السجون اليهودية أشكالا وأساليب وحشية جديدة للتعذيب بهدف قمع المقاومة وقتل الإرادة لدى المقاوم.
واليوم ومنذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وقوات الاحتلال تصعد من حملات الاعتقال للفلسطينيين. سواء داخل الخط الأخضر أو في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وتعمل على إخضاعهم لظروف اعتقال سيئة.حيث يعانون ظروفا معيشية وصحية صعبة تتمثل باحتجاز غير إنساني وتعرضهم للتعذيب والإهانة والتنكيل الممنهج.
وقد اعتمدت إدارة السجون سياسية أطلقت عليها “القفل”، تهدف إلى عزل المعتقلين عن العالم الخارجي.
فقامت بمنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة السجون ومراكز الاعتقال من أجل التستر على الأوضاع اللاإنسانية التي يعاني منها المعتقلين.
وقد نشر وزير الأمن الداخلي “إيتمار بن غفير” بتاريخ ١٨/كانون الثاني/٢٠٢٤ على حسابه على منصة x نصا جاء فيه “لا يجوز للصليب الأحمر أن يتلقى معلومات عن”إرهابيي” حماس المسجونين في “إسرائيل” ما دامت دولة”اسرائيل” لا تتلقى حتى معلومة واحدة عن وضع مختطفينا في غزة”.
وها هو المعتقل الفلسطيني معزز عبيات يخرج بعد أن افرجت عنه سلطات الاحتلال بعد ٩ اشهر، وقد ظهرت عليه سياسة الانتقام والتنكيل وظروف الاعتقال التي تنتهجها دولة الاحتلال مع المعتقلين الفلسطينيين والتي زادت حدتها كما ذكرت ،بعد ٧/ أكتوبر ضمن عمليات انتقامية وعقاب جماعي على نحو يهدد حياتهم.
ومن الجدير بالذكر أن معزز عبيات لاعب كمال أجسام ينحدر من مدينة بيت لحم. قامت دولة الاحتلال متمثلة باليمين المتطرف بإذلاله ضمن مشروعها الذي يهدف إلى كسر نفس الأسير وتحطيم كرامته بالتالي نزع إنسانيته وتحويله إلى قطيع من الحيوانات الذليلة..لكن هيهات.
وقد دعا “بن غفير” إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين بإطلاق الرصاص على رؤوسهم بدلا من إعطائهم المزيد من الطعام.
وكان قد صرح أمام الكنيست قائلا “أعمل على إعطاء الأسرى الفلسطينيين أقل الحقوق التي يتيحها لهم القانون” وقد كذب في هذا. فعن اية حقوق يتحدث والشهادات تقول بالتعذيب والإذلال والاغتصاب والحرمان من الطعام والماء وأبسط الحقوق.
وعن اي قانون والقانون الدولي لحماية الأسرى والمعتقلين يقف عاجزا بل متواطئا مع دولة الاحتلال ومساهما في إنزال أشد العقوبات بحق المعتقلين الفلسطينيين. فحرب غزة ومن قبلها ضياع فلسطين أسقطت كذبة القانون الدولي وواضعيه.
أما “بن غفير” فاقل ما يمكن وصفه بالإرهابي العنصري الفاشي السادي المتعطش للدم الفلسطيني.
هذا الحقد الأسود الذي زاد قتامة بسبب الرصاصة المرتدة التي اصابته بها المقاومة بين عينيه عندما نكلت بجيشه النظامي المنهار الجبان.