ساهمت الأيادي السوداء الملطخة بالدم في تكاثر سلاح مميت كان من المفترض أن العالم كان على وشك التخلص منه.

هذه الأيادي المتمثلة بدولة الاحتلال الظالمة التي مارست حربها الهمجية ولا زالت بعد عملية السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ودمرت كل ما طالته من بشر وشجر وحجر. ومن يقف خلفها من دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها الغربية والعربية، أضافت مجتمعة سلاحا جديدا بالإضافة إلى أسلحتها القاتلة، وصبت سوادها لذبح غزة وزيادة عذابات أهلها .

فاليوم القطاع محاصر، مدمر، مذبوح ، سكانه ينزحون من الشمال إلى الجنوب فالوسط، يهيم الأطفال والنساء والعُجّز لا يعرفون إلى أين المفر ولا يعرفون أي المناطق آمنة وسط المجازر التي ترتكب في كل مكان. واليوم لا مناطق آمنة فيه.

اليوم القطاع بات أرضا خصبة، لا لأزهار التفاح في حي التفاح ولا للزيتون في حي الزيتون بل لفيروسات تقتل أحلام الأطفال وتذبل زهرة أعمارهم. شديدة العدوى تضرب أجهزتهم العصبية وتسبب لهم الشلل أو الموت خلال ساعات.

وبينما يمارس أطفال العالم طفولة طبيعية في حدائق لا وجود للأحمر فيها سوى لون الجوري والقرنفل، يتخذ أطفالنا في غزة من تلال القمامة مدن ملاهي، يتخيلونها لعبة الزحليقة، يمارسون عليها طفولتهم المقتولة. يلقون حجارة المستقبل نحو برك المياه العادمة لصنع دوائر أحلامهم المبتورة غير مبالين ولا مدركين بأن هذه الملاهي باتت المدن التي تساهم في قتلهم.

نعم هؤلاء هم الأطفال الذين خلفتهم حرب “نتنياهو” بعد تدمير البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي والمياه. وتدمير المنازل والعمارات السكنية الذي دفع عشرات الآلاف إلى النزوح مع أطفالهم ولجوئهم إلى مساحات ضيقة في خيم، تكاثرت لتصنع مخيمات تتراكم فيها أكوام القمامة ومياه الصرف الصحي، وسط انعدام وجود المياه النظيفة والطعام. وانعدام مواد التنظيف والتعقيم والارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجو.

ومن المعروف أن علاج هذا المرض بسيط يتم عن طريق اللقاح. لكن تراجع معدلات التطعيم ضد هذا الفيروس والفيروسات الأخرى التي تتسبب بانتشار الأمراض الخطيرة بين النازحين وخاصة الأطفال. حيث البيئة التي تولد فيها ملايين الفيروسات القاتلة، زاد انتشارها وتكاثرها بسبب القيود التي تفرضها دولة الاحتلال على القطاع.

هذه الفيروسات تنتقل من شخص لآخر عن طريق المواد البرازية للمصاب وعن طريق المياه والطعام الملوثين. هذا التلوث الذي يتسبب به كل ما ذكرناه آنفا.

وقد حذر مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية من هذه الكارثة الإنسانية وخاصة في منطقة الشمال التي تشهد مجاعة منذ بداية الحرب.

هذه هي حرب “نتنياهو” وحربكم يا حكام العار. هذه هي الحرب التي دفعت أطفال غزة بعد العز للجوء إلى الخبز الملوث لملء البطون الخاوية، التي تلح على أصحابها بأي شيء يسكت معارك الجوع بداخلها. وهي ءات الحرب التي دفعتهم لشرب الماء الذي ترتع به فيروسات الحروب.

أهل غزة اليوم تتكالب عليها شتى أنواع الأسلحة بسبب خياناتكم وتواطئكم وبيع أوطانكم وتكميم أفواه شعوبكم وتكبيل إراداتهم. فمن القنابل المدمرة والصواريخ إلى سلاح الجوع والحصار وصولا لسلاح الفيروسات.

طؤلاء هم أطفال غزة الذين ماتت الإنسانية وقوانين حقوق الإنسان عند أشلاء أقدامهم. وسقطت التي تسمى محاكم العدل الدولية في وحل دمائهم.
هؤلاء هم أطفال غزة يا حكام العرب المتصهينيين، فمتى تكفوا عن المساهمة في شرب دماء أطفال غزة يا خفافيش الليل؟ ولكم في فرعون والنمرود وطغاة الأرض منذ بدء الخليقة عبرة. فأين هم اليوم؟ وأنتم يا حكام العار يا أصنام رغباتكم، ليست الأيام بطويلة ليأتي أحدهم فيقول أين هم الآن؟ فيجيب آخر،، القبر أول حفرة من حفر النيران…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *