تظن دولة الظلم بأن قطع قمة الشجرة يعني موتها، وما علمت بان جذورا للشجرة قادرة على إنبات آلاف القمم…
من المعروف بأن الاغتيالات نهج جبان سارت عليه دولة الاحتلال الظالمة من قبل تأسيسها وإلى يومنا هذا ظنا منها أنها تقتل بذلك الفعل المقاومة الفلسطينية.
غير أن الأيام أثبتت لها خطأ ظنها.
ومع ذلك ترجع لتعيد نفس الخطأ كل مرة.
ومنذ أول عملية اغتيال بعد تأسيسها استهدفت خلالها ضابط الاستخبارات الحربية المصرية في قطاع غزة (مصطفى حافظ) والملحق المصري في الأردن (صلاح مصطفى) انتقاما من دورهما في تدريب الفدائيين الفلسطينيين، امتدت الإغتيالات لتشمل قائمة كبيرة لقيادات في منظمة التحرير الفلسطينية لهم أيضا دورهم البارز في دعم المقاومة الفلسطينية إلى استهداف قادة الحركة الإسلامية حماس منذ تأسيسها.
وفي حربها على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ عملت هذه الدولة على تكثيف عمليات الاغتيال لقادة وكوادر وتنظيمات المقاومة الفلسطينية. فكان أن تمكنت من اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ (صالح العاروري) رحمه الله في بداية الحرب، ظنا منها أنها ستكسر ظهر المقاومة..لكن هيهات فظهر المقاومة صلب لا ينكسر، بل وازداد صلابة وازدادت ضرباتها التي أوجعت العدو بعد كل عملية اغتيال.
ومن أهداف دولة الظلم ودوافعها لتنفيذ مثل هذه الاغتيالات في حربها على غزة، الانتقام ورفع الروح المعنوية للشعب اليهودي وجيشها المنكوب المهزوم، والاهم توجيه ضربة قاصمة للجناح العسكري بهدف إضعافها وإضعاف فاعليتها في الميدان.
غير أنها بعد كل عملية اغتيال كانت تفشل في تحقيق مرادها وأهدافها.
فاغتيال الشيخ الشهيد (أحمد ياسين) لم يؤدي إلى انهيار الحركة، بل أدت عملية الاغتيال إلى تعزيز صورتها كحركة مقاومة تقدم قادتها وأفرادها شهداء على طريق تحرير فلسطين. وهذا الطريق لن تغلقه اغتيالاتهم الغادرة ولن تحل معضلة الأمن لهذه الدولة التي تنحدر نحو الهاوية.
وبعد اغتيال الشهيد (يحيى عياش) لم تتحطم القدرات العسكرية لكتائب القسام بل تكاثر عياش وأنبت آلاف العياشيين.
واليوم لن توقف دولة الاحتلال المقاومة الفلسطينية عن عملياتها الجهادية باغتيال قائدها الشهيد (اسماعيل هنية) المولود في مخيم الشاطئ بمدينة غزة عام ١٩٦٣، والذي لم يعترف رحمات الله عليه يوما بدولة ما تسمى “إسرائيل”.
ولم ولن تسقط قلاعه وقلاع حركته التي أغاضت ولا زالت دولة الاحتلال.
وكان القائد الشهيد قد تعرض لثلاث محاولات اغتيال فاشلة في السابق، غير أنه وهو الذي عشق الشهادة وقال فيها:-
“نحن قوم نعشق الموت كما يعشق اعداؤنا الحياة. نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة.».
وكان له رضوان الله عليه ما تمنى حينما ارتقى شهيدا إثر غارة صهيونية غادرة بتاريخ ٣١/تموز/٢٠٢٤ في مقر إقامته في طهران.
فهنيئا لشهيد الطوفان الالتحاق بركب الشهداء المغادرون إلى الجنة بإذن الله.