لقد شكل العدوان الدموي على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ رافعة ودافعا للتحولات في العالم الغربي بسبب انهيار “الهاسبارا” التي طالما عوّلت عليها دولة الاحتلال هناك.
و “الهاسبارا” سياسة تتبعها دولة الاحتلال ضمن دبلوماسيتها الخارجية.
و “الهاسبارا” تعني “الشرح” بالعبرية. وعن طريقها يتم توظيف ناطقين رسميين للتحدث وإبراز نقاط تحدث بهدف إبقاء صورة دولة الاحتلال ضمن صورة الضعيف المسكين المستهدف من قبل ما تطلق عليه الدولة “الإرهاب” وتقصد المقاومة الفلسطينية وبقية محاور المقاومة.
كما تستخدمها لتوضيح وجهة نظر الحكومة في مواجهة الصحافة السلبية ومواجهة ما تعتبره نزع الشرعية عنها وشرح سياساتها وتبرير افعالها الإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني.
وتعد هذه السياسة إحدى جبهات الحروب اليهودية.
واليوم في حربها على غزة تلجأ دولة الظلم إلى استخدامها. حيث نشرت الكثير من الأخبار الزائفة والمضللة في محاولة منها لربط المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وكسب تعاطف دولي. فادعت فيما ادعت زورا وكذبا أن المقاومة يوم ٧/أكتوبر قامت بقتل ١٢٠٠ مستوطن. كما اتهمتها بقطع رؤوس الأطفال ثم حرق جثثهم ، واغتصاب النساء.
غير أن صحفهم العبرية كشفت عن العدد الحقيقي للقتلى بل أن طائرات جيش الاحتلال هي من قتلت مستوطنيها.
كما تم الكشف عما قامت به دولة الاحتلال من فبركة لصور الأطفال عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وفي كل مقال يطالعنا في الصحف العبرية نجد كاتب المقال وقد تطرق إلى ذكر عملية ٧/أكتوبر وكال الاتهامات للمقاومة وما قامت به وذكر الرقم المزيف لعدد القتلى في محاولة لكسب التعاطف العالمي.
غير أن هذه الحرب كشفت الحقائق وأزالت القناع عنها ما أدى إلى انهيار هذه السياسة كما ذكرت في بداية المقال.
وكان الانهيار الأبرز في العلاقات الثنائية بين دولة الاحتلال ومختلف الدول الأوروبية حين اعترف بعضها بالدولة الفلسطينية، حيث يعتبر هذا عملا مناهضا لدولة الاحتلال.
والضربة التي وجهت لدولة الاحتلال تكمن في أن الدول التي اعترفت بدولة فلسطين حول العالم كانت بقيادة دول غربية ديمقراطية.
أضف إلى اعتراف تلك الدول بفلسطين فقد أعربت عن دعمها للإجراءات القضائية ضد دولة الاحتلال في لاهاي.
كما استدعت بعضها سفراءها من دولة الاحتلال وقطعت علاقاتها معها ومن هذه الدول بلحيكا وبوليفيا والبرازيل وتشيلي والمكسيك وجنوب أفريقيا، والقائمة تطول.
ومن حفر حفرة لغيره ،وقع فيها…فدولة الاحتلال التي خنقت وعزلت وحاصرت، تقع اليوم في حفرة أعمق وأصعب من التي حفرتها لغيرها.