صدر بتاريخ ١٥/أكتوبر لعام ١٩٧٠ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار جاء فيه أنه “يطالب شباب العالم بالوقوف ضد أي عمل عسكري أو غير عسكري بهدف القضاء على حركات الشعوب التي ما زالت تعاني من سيطرة استعمارية أو عنصرية أو أجنبية أو ترزح تحت نير الاستعمار”.
وحيث أنه وبالرجوع إلى الوقائع التاريخية وعلى الخصوص ما يسمى “بالكتاب المقدس” لليهود سنجد أن فلسطين وردت في صفحاته وعرفتها بأنه المكان الذي أقامت به القبائل الكنعانية.
ومن المعروف بأن القبائل الكنعانية أقامت بالفعل منذ ٣ آلاف سنة قبل الميلاد. بالإضافة إلى المؤابيون والعموريون الذين ينحدرون أيضا من قبائل عربية.
ثم توالت الغزوات من بابل واليونان وأشور وبيزنطة إلى الفتح الإسلامي وصولا إلى الخلافة العثمانية وحتى احتلال فلسطين عام ١٩١٧ من قبل بريطانيا.
وأثناء ذلك نجد أن الدولة اليهودية المزعومة لم تستمر أكثر من ٤٠٠ عام انتهت عام ٥٨٦ ق.م. وكانت القبائل العربية قبل ذلك وأثناءه وبعده تقطن فلسطين، ووجود هذه القبائل لم ينقطع في أي فترة من الفترات.
وبالعود إلى عام ١٩١٧ كانت فلسطين قد وضعت تحت ما سمي بالانتداب البريطاني.
غير أن الحقيقة أنه احتلال هدف إلى تمكين الصهاينة من إقامة وطن قومي لهم حسب ما جاء في وعد بلفور الباطل الذي أعطى الأرض ممن لا يملك إلى من لا يستحق تحت خرافة أنها أرض بلا شعب.
وعن طريق الهجرات اليهودية المتتالية لشتات اليهود إلى فلسطين وبمساعدة دول الشيطان التي لم تعد تخفى على أحد، وتنفيذ مئات المجازر ومحو القرى الفلسطينية وممارسة التهجير القسري على أهلها، قامت الدولة اليهودية الاستعمارية الإحلالية العنصرية الأجنبية على أرض فلسطين الكنعانية.
وهنا تحتم على أصحاب الأرض الشرعيين تشكيل خلايا لمقاومة هذا المحتل اللاشرعي والتخلص من الدولة التي دعا القرار المذكور في بداية المقال والصادر بتاريخ ٥/أكتوبر ١٩٧٠ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي طالب الشباب بمساندة حركات الشعوب للتخلص من الاستعمار.
كما جاء المبدأ الذي أعلنته الجمعية العامة بتاريخ ١٢/ديسمبر ١٩٧٢ بأن ” كفاح الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية والأجنبية والنظم العنصرية في سبيل إقرار حقها في تقرير المصير والاستقلال هو كفاح مشروع”.
وحركة المقاومة الفلسطينية هي جزما واحدة من حركات التحرر. وهي نفسها الحركة التي تنعتها دولة الاحتلال “بالإرهابية”.
وهي نفسها التي قام شبان العالم بالوقوف إلى جانبها اليوم ضد العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال الظالمة على قطاع ضيق مكتظ بالسكان ٢٠٢٣/٢٠٢٤.
وهي نفس الحركة التي قامت محكمة الجنائية الدولية باستصدار مذكرات اعتقال لقادتها تحت مسمى “إرهابيين وقتلة”. وهي الحركة التي كشفت كذب المحاكم الدولية والأممية وغيرها.
وهي نفسها التي أقامت العالم ولم تقعده، وغيرت القواعد وأعادت الوعي الذي سيجتث رأس الشيطان وأعوانه بإذن الله.
يرونه بعيدا ونراه قريبا….