“٨ أشهر منذ السبت الأسود في السابع من أكتوبر تلقينا فيها إذلالا كاملا بدلا من النصر الكامل”
أفيغدور ليبرمان
زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”
“تقديرات الجيش “الإسرائيلي” بأن عشرات من المسلحين الفلسطينيين تبقوا في حي الشجاعية ويخرجون للجنود من بين الركام وداخل الأنفاق”
دورون كدوش
إذاعة الجيش “الإسرائيلي”
“حماس تدير برفح حرب عصابات مكونة من مجموعات مستقلة ما يجعل مهمة التعامل معها أصعب”
قائد اللواء ١٢ “الإسرائيلي”
ما سبق كانت تصريحات على لسان قيادات في دولة الاحتلال تعبر عن خيبة أملها في القضاء على حماس.
فقد مثلت العمليات القتالية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية تقويضا كاملا لما توعد به “بنيامين نتنياهو” منذ بداية الحرب وما رسخه من أوهام في أذهان الرأي العالمي واليهودي من أنه سيقضي على الألوية العسكرية لحركة حماس، ووقف عمليات المقاومة وإعادة الهدوء والأمن للشعب اليهودي وخاصة مستوطنات الغلاف التي لطالما تعرضت لصواريخ المقاومة.
ولو عدنا إلى عام ١٩٦٧ لوجدنا بأن قطاع غزة يشكل بؤرة تقلق مضاجع جميع الحكومات اليهودية، أو كما يسميه المستوطنون برميل بارود. بسبب العمليات التي لا تتوقف فيه، ولن تتوقف ما دام الاحتلال يربض بثقله على فلسطين وشعبها.
ولم تختلف تصريحات القادة والسياسيين في ذلك الوقت عن تصريحات الحرب الأخيرة
فها هو المعلق العسكري اليهودي “زئيف شيف” يصرح حين قال خلال أحداث انتفاضة الحجارة في ٨٧ “أصابتني حيرة لم يسبق لها مثيل عندما حاولت صياغة جملة ألخص منها ما يجري في قطاع غزة حاليا، وفرص “اسرائيل” في هذه الحرب. هل أقول إن “إسرائيل” تخوض حرب استنزاف هناك؟ أم اقولها بصراحة، إن “إسرائيل” قد خسرت الحرب في قطاع غزة ؟”. وقد أصاب في تصريحه.
وهذا الوقع القديم هو نفسه الواقع الحديث وخاصة اليوم في حربها على غزة. فدولة الاحتلال تعيش مأزقا حقيقيا وقد دخلت الحرب شهرها العاشر، وسط انهيار للجيش وبالتالي المنظومة الأمنية لم تعد أكثر من شبح غير قادر على حماية نفسه ونتيجة لهذا ازدادت الهجرات العكسية.
زاد مأزقها أيضا، افتقار الحكومة إلى خطة واضحة للخروج من هذه الحرب دون صنع انتصار وهزيمة حماس، لذلك فهي تشهد تمزقا بسبب الخلافات بشأن مستقبل الحرب، فهناك من يطالب بإتمام صفقة وإنهاء الحرب، وهناك من يطالب باستمرارها ورفض الانسحاب من القطاع لأنه يعتبره جزءا من دولة الاحتلال لاعتبارات توراتية على حد زعمه.
وفي ظل هذه الانقسامات والخلافات بشأن مستقبل الحرب نجد الجيش تحت نيران المقاومة وكمائنها المركبة والقتال من مسافة صفر.
فمن الشجاعية إلى تل الهوى إلى حي الزيتون، نجد المقاومة وقد دخلت مرحلة استنزاف لجيش الاحتلال دون أن يتمكن هذا الجيش من تحقيق أهداف نتنياهو، بل على عكس ذلك فالمعارك الضارية التي تقودها المقاومة تلحق الهزيمة تلو الهزيمة والخسائر الكبيرة في صفوف الجيش وتزيد من مأزق دولة الاحتلال التي تعوض خسائرها تلك بارتكاب المزيد من المجازر بحق الأبرياء.
القطاع اليوم بالفعل برميل بارود ينفجر في وجه الطغاة في كل حي وكل شارع لم يبقى منه إلا اسمه ومن تحت الركام والرمال. وسيبقى قول المجاهد عمر المختار يتردد بين الأجيال
“نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي”.