كتبت: رولا القط

تمهيد التحالفات العابرة للحدود التحركات الإيرانية في سوريا تمثل جزءًا محوريًا من استراتيجيتها الإقليمية، التي تعتمد على شبكة من الحلفاء والجماعات المسلحة لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري. في هذا الإطار، كشفت تقارير متعددة عن مشاركة مقاتلين حوثيين في الحرب السورية، الأمر الذي يُظهر تقاطع المصالح بين طهران والجماعات الموالية لها، بما يعكس أبعادًا إقليمية أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.


التفاصيل حول الدور الحوثي في سوريا

الدور العسكري للحوثيين، الذين اكتسبوا خبرة ميدانية كبيرة في اليمن، يشاركون في المعارك إلى جانب قوات النظام السوري، خاصة في المناطق التي تشهد معارك حامية مثل إدلب وحلب. التقارير الإعلامية تشير إلى أن دورهم لا يقتصر على القتال التقليدي، بل يشمل تشغيل طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، وهو أمر يتماشى مع الدعم الإيراني لتعزيز موقف نظام الأسد في مواجهة خصومه المحليين والإقليميين.


الدعم الإيراني تتم عملية نقل المقاتلين الحوثيين إلى سوريا بتنسيق إيراني كامل، مما يعكس حجم التعاون بين الطرفين. إيران، التي تدير ميليشيات متعددة الجنسيات في سوريا مثل حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية وأفغانية، ترى في الحوثيين إضافة مهمة لقدراتها العملياتية في مواجهة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا أو القوى الغربية.


الأهداف السياسية مشاركة الحوثيين في سوريا تمثل رسالة واضحة من طهران بأن حلفاءها قادرون على العمل عبر أكثر من ساحة نزاع لتحقيق الأهداف الإيرانية. هذا التحرك يعزز أيضًا الروابط بين إيران ونظام الأسد، ويمثل توظيفًا استراتيجيًا للجماعات المسلحة ضمن مشروع “محور المقاومة” الذي تسعى طهران لتثبيته كواقع في المنطقة.


انعكاسات التحرك الحوثي في سوريا

التوترات الإقليمية وجود الحوثيين في سوريا يزيد من حدة التوترات الإقليمية، خاصة مع دول مثل تركيا وإسرائيل، التي ترى في هذا التحرك الإيراني تهديدًا مباشرًا لمصالحها. وقد يؤدي هذا التواجد إلى تصعيد جديد، سواء في شمال سوريا أو في مناطق أخرى، مع احتمالية تدخلات دولية أوسع لاحتواء الموقف.


توظيف الجماعات المسلحة يعكس هذا التحرك مدى اعتماد إيران على الجماعات المسلحة كأدوات لتنفيذ سياساتها الخارجية، ما يُظهر طبيعة الصراعات بالوكالة التي تتزايد في المنطقة. مشاركة الحوثيين تُبرز قدرة طهران على استخدام وكلائها بفعالية في عدة ساحات، بما يحقق أهدافها دون الانخراط المباشر في الصراعات.


أبعاد استراتيجية ومستقبل معقد

وجود الحوثيين في سوريا ليس مجرد خطوة عابرة، بل هو جزء من استراتيجية إيرانية تهدف إلى توسيع نفوذها الإقليمي عبر وكلائها. هذا التحرك يضيف تعقيدًا جديدًا إلى المشهد السوري والإقليمي، حيث يساهم في تعميق الانقسامات وتوسيع رقعة المواجهة. المجتمع الدولي بحاجة إلى التعاطي بجدية مع هذه التحركات من خلال العمل على تخفيف التصعيد وتعزيز الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حلول 

By Roula El

متخصصة في الشأن السياسي في اليمن من نيويورك https://www.facebook.com/share/EW61qzczd37CAJ2f/?mibextid=LQQJ4d https://x.com/roulae89?s=11

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *