كتبت: رولا القط
تجنيد الأطفال في اليمن
تجنيد الأطفال ناقوس خطر وظاهرة خطيرة تتطلب تدخلا إنسانيا ودولياً عاجلاً، إذ تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل ويتسبب استخدام الأطفال في التأثير على الأعداء أثناء القتال انتهاكا جسيما وخطرا محدقا يفخخ المجتمعات، حيث تلجأ الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الحوثي إلى استغلال الأطفال في الحروب بطرق غير أخلاقية في تحدٍ صارخ لكل القيم الإنسانية و الدينية والمواثيق الدولية.
وفقًا لتعريف منظمة الأمم المتحدة، الطفل هو كل كائن بشري لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، ما لم يبلغ سن الرشد قانونيًا. التجنيد يعني إعلان تجميع الجنود الاحتياطيين وجمعهم لمواجهة حرب أو كارثة، ويشير إلى تحويلهم إلى جنود وتدريبهم لذلك الغرض. يتضمن التجنيد مفهومًا أوسع في المجالات التطبيقية في العديد من الدول التي عانت من نزاعات مسلحة، مما يشمل تجميع وتحشيد المواطنين بشكل قسري للانضمام إلى مجموعات إرهابية، بغض النظر عن أهداف تلك المجموعات، ويتضمن ذلك إعدادهم وتدريبهم بشكل مادي ومعنوي، والطفل المجند هو أي شخص دون سن الثامنة عشرة ويكون عضوًا في قوة مسلحة أو مجموعة مسلحة، ويشارك في مهام قتالية حتى في الدين الإسلامي لا يوجد نص أو دلائل تشير إلى تجنيد أطفال في سبيل الدفاع عن معتقداتهم، فضلا عن أن الحوثي يصادم بفكره أصول الإسلام وجوهره.
نتحدث عن الحوثيين وتجنيد الأطفال، فالحوثيون يبذلون جهدًا كبيرًا منذ أكثر من تسع سنوات لتنظيم دورات صيفية خلال الإجازة المدرسية، تحت إشراف قائدهم عبدالملك الحوثي. يتم دعوة الآباء لإرسال أبنائهم لهذه الدورات في مراكز الصيف بصنعاء والمحافظات الأخرى تحت سيطرتهم.
حيث يتم تنفيذ حملات دعائية مكثفة لزيادة عدد المشاركين، مع تأكيد الحوثيين على استخدام المدارس والمساجد كمقرات للدورات. يهدف الحوثيون إلى تشكيل مجتمع موال لهم من خلال جذب جميع الفئات العمرية، بهدف تحقيق أهدافهم الفكرية والثقافية.
تقولون لي ما هو الهدف من كل ذلك ؟
تهدف جماعة الحوثي من خلال تنظيمها للدورات الصيفية إلى تحقيق عدة أهداف، منها تعزيز الهوية المذهبية والطائفية للجماعة، وتوسع فكرها العنصري في عقول الشباب لضمان استمرارية هذا الفكر في المستقبل. كما تهدف أيضًا إلى تزويد جبهات القتال بالمجندين، حتى لو كانوا من الأطفال. وتسعى أيضًا إلى فرض الفكر والعقيدة التي تعتنقها الجماعة في كل المحافظات التي تخضع لسيطرتهم والتي لا تتبع المذهب الهادوي الجارودي.
تتكون المناهج التي تُدرس في مراكز الصيفية التابعة لحوثيين من 7 كتب تحتوي على 278 صفحة، حيث يكون الكتاب الأول لمؤسس الحوثية للمؤلف بدر الدين أمير الدين الحوثي، والكتاب الثاني لمحمد بدر الدين الحوثي، بينما ما تبقى من كتب اختصارات من ملازم حسين بدر الدين الحوثي. تخضع هذه المناهج للتعديل سنويًا، ويتم تقسيم المشاركين بحسب الفئات العمرية إلى ثلاث مستويات (المستوى الأول، المستوى المتوسط، المستوى العالي). تبلغ فترة الدراسة في هذه المراكز حوالي 50 يومًا، ويتم إعداد الجدول حسب المستويات، تزعم الحوثية أن هذه المراكز يدرس فيها القرآن الكريم والقراءة والكتابة والسيرة والفقه والآداب والمعارف، لكنها في الحقيقة مراكز متخصص لتدجين الأطفال وتشويه فطرتهم وتسميم حاضرهم وتفخيخ مستقبلهم بخطاب الكراهية والعنف وتعزيز العبودية للسلالة، بالإضافة إلى دورات عسكرية متخصصة يتم من خلالها تدريبهم على حمل السلاح وكيفية استخدامه وزيارات ميدانية لمقابر قتلى الحوثية.
يتم تقسيمهم إلى قسمين في مراكز الصيف التابعة للحوثيين إلى قسمين وفقًا لجدول محدد للمراحل الدراسية.
وتحتوي المناهج التي يتم تدريسها للضحايا صورة من تاريخ الإمامة وفكرها الذي يصادم الفطرة ويناهض المساواة ويقسم المجتمع إلى طبقات ويقدس الخمينية السياسية ويحث على ضرورة اتباع الفكر والعقيدة التي يتبناها الحوثيون.
وعلى سبيل المثال يتم تكريس مصطلحات عسكرية حيث يعلمونهم ماذا يعني المجاهد، والشـهيد، المرتضـى، القتـال، السـلاح، الأعـداء واعتبار اليمنيين المناهضين للفكر الحوثي أعداء ومنافقين يستحقون الموت)، أما في درس قـراءة الجمـل وكتابتهـا فشعار الخميني أو ما يسمى بالصرخة : (اللـه أكبـر، المـوت لأمريـكا، المـوت لإسـرائيل، اللعنـة علـى اليهـود، النصـر للإسـلام، علـي ولـي اللـه، نحـن أنصـار اللـه، أميـركا الشـيطان الأكبـر، كل شـهيد منكـم يبنـي أمـة، أنـا
أعـادي أمريـكا، الشـهادة عطـاء قابلـه اللـه بعطـاء، قاطعـوا السـلع الأمريكيـة والإسـرائيلية) وكلها مضامين عنيفة هدفها صناعة جيل يتشرب العنف والكراهية ويتم تحويل معظم اليمنيين إلى أمريكيين وإسرائيل كي يسهل التغرير بالأطفال في محارق الموت في تعز ومأرب وغيرها من المناطق اليمنية.
يتضمن المنهج أيضًا دروسًا في القراءة والكتابة وتدريب على كتابة الكلمات، وتقديم تمرينات في قراءة الجمل وتدريب على الكتابة والتعبير. وتحتوي المصطلحات المستخدمة في الدروس على درس تدرب على قراءة الكلمات وكتابتها: (اذبحك) وفي درس التاء المربوطة والتاء المفتوحة: (مسيرة، مسيرات) وفي درس التعبير: (حسينيون، أميركا الشيطان الأكبر).
والقامـوس اللغـوي لمعـد الكتـاب ينضـح بكلمـات (اللعنـة، المـوت، ولـي، شـهيد، اذبحـك، السـلاح، الجهـاد، مسـيرة، مسـيرات، الأقـوى، أمريـكا، إسـرائيل، الأعـداء، الـولاء)معانٍ تحمل الكثير من الدلالات الثقافية والدينية للحوثيين. يتميز القاموس بكلمات تعزز الثقافة الدينية والتشدد، دون أي إشارة إلى السلام أو التعايش أو الوطنية.
في عام 2022 افتتحت في محافظه الذمار 500 مركزا صيفيا في مدن و قري
و ايضاً افتتحت في محافظه المحويت 115 مركزا صيفيا
وعدد الطلاب في المركز إلى هذه ألحظه 5130 طالبا
وفي محافظه الحديده و أب و صعدة 238 مركزا صيفيا
يتجاوز أكثر من 10000 عشرت آلاف طالبا
الحوثييون يبثون السم و الكراهيه و العنف في عقول الاطفال …
كل هذه الحقائق تشير إلى خطر كبير يصنعه الحوثيون لتدمير اليمن وتفخيخ مسارات للسلام، ولا يوجد تدمير أفظع من أن تحول الطفل إلى قاتل !