سكاى نيوز
كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن تزايد الاستياء بين القادة العسكريين الإسرائيليين تجاه الحرب في غزة، الذين يرون المهمة العسكرية بالقطاع ينتهي بها الأمر للتكرار، في ظل عدم وجود رؤية واضحة لما بعد الحرب.
وبدأ كبار ضباط الجيش الحاليين والسابقين يؤكدون بصراحة أن فشل الحكومة في طرح خطة لما يلي القتال في غزة، جعل القوات مضطرة في الشهر الثامن من الحرب إلى القتال مرة أخرى، خاصة في مناطق الشمال التي عاد إليها مقاتلو حماس، مؤكدين أن المهمة القتالية ينتهي بها الأمر إلى التكرار.
إحباط بين الجنرالات
ومع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق للقتال، وتوقف محادثات وقف إطلاق النار على ما يبدو، فإن المخاطر التي يواجهها الجنود تتزايد.
وقال مسؤولان إسرائيليان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن بعض الجنرالات وأعضاء مجلس الوزراء الحربي يشعرون بالإحباط من رئيس الوزراء نتنياهو الذي لم يعلن عن أي بديل لحماس في حكم غزة.
كما لفتوا إلى أن عدم رغبة نتنياهو في إجراء محادثة جادة حول “اليوم التالي”، سهّل على حماس إعادة تشكيل نفسها في أماكن مثل جباليا شمالي غزة، التي هاجمتها إسرائيل لأول مرة في أكتوبر الماضي.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2015 ليرمان، إن رد الفعل العنيف الذي تواجهه إسرائيل من معظم أنحاء العالم بشأن الحرب، وارتفاع عدد القتلى بين الفلسطينيين في غزة، يأتي بسبب “الافتقار إلى رؤية متماسكة للوضع الراهن”.
وقد قاوم نتنياهو الدعوات لإنهاء القتال بحجة أنه لا يمكن أن تكون هناك حكومة مدنية في غزة حتى يتم تدمير حماس.
لكن مع تزايد عدد المحللين والمسؤولين الذين يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق مثل هذا الهدف الواسع، فإن الانتقادات الأكثر صراحة من داخل الجيش تعكس اتساع الفجوة تدريجيا مع حكومة نتنياهو.
المسؤولان الإسرائيليان أكدا أن البدء في تشكيل سلطة حكم جديدة في غزة من شأنه أن يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لحماس وقد يخفف الحمل على الجيش الإسرائيلي.
وقال المحلل في منتدى السياسة الإسرائيلية مايكل كوبلو، إن قادة الجيش “يشعرون بالإحباط لأنه تم تكليفهم بمهمة عسكرية تنتهي بتكرارها، والحكومة لم تجب على الأسئلة الاستراتيجية والسياسية الأكبر”.
بالنسبة لنتنياهو، تشمل الاعتبارات السياسية محاولة تشكيل حكومة تضم الأحزاب اليمينية التي طالبت بشن هجوم شامل على غزة رغم الاعتراضات الأميركية، وغير مستعدة لدعم ما طالبت به الدول العربية كشرط أساسي لمساعدتها وهو إقامة الدولة الفلسطينية.
وإذا انحرف نتنياهو بعيدا عن مطالبهم، فقد هددوا بإسقاط الحكومة، الأمر الذي قد يتركه يواجه سلسلة من تهم الفساد من دون الصلاحيات التي يتمتع بها كرئيس للوزراء.
وقد نشر ليرمان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي، مؤخرا خطة مقترحة مع باحثين آخرين تدعو إلى إنشاء سلطة متعددة الجنسيات لإدارة ومراقبة غزة، بقيادة الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى، وتمت مشاركتها مع السلطات الإسرائيلية.
وتضمنت المقترحات الأخرى بذل جهود لتعزيز السلطة الفلسطينية التي تحكم الآن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت أيضا هذه الفكرة، بحجة أن السلطة ليست شريكا كفؤا وذا مصداقية.
وقد أطلق مسؤولون إسرائيليون سابقون تحذيرات بشأن الافتقار إلى التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، حتى قبل بدء الهجوم البري على غزة.
في 14 أكتوبر، أي بعد أسبوع من الهجوم الذي قادته حماس وأدى إلى مقتل 1200 شخص كما يقول المسؤولون الإسرائيليون، والذي أدى إلى الهجوم العسكري الإسرائيلي، دعت وزيرة الخارجية السابقة ليفني الحكومة إلى النظر في مستقبل غزة بعد الحرب، وإلا “سيظل الجيش عالقا هناك من دون داع وبثمن باهظ”.
وقالت ليفني في مقابلة يوم الثلاثاء إن ما حذرت منه سابقا هو ما حدث، مضيفة: “تخيل لو أننا قررنا ذلك من قبل، وبدأنا العمل في وقت سابق مع الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية ومصر والإمارات والسعودية، سيكون الأمر أسهل بكثير”.