العربي الجديد -
مع دخول الحرب على قطاع غزة يومها الـ469، وبعد إعلان رسمي من دولة قطر التوصل إلى صفقة تبادل من شأنها أن تنهي الحرب، يترقب العالم مباحثات إسرائيلية داخلية قبل إعلان الصفقة، خصوصاً في ظل تخوفات من مناورات يجريها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. ويأتي هذا كله وسط قصف عنيف ومتواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة من خلال غارات تخلف عشرات الشهداء يومياً.
وفي آخر التطورات، علم “العربي الجديد” أن سبب الأزمة التي طرأت في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة التبادل،يوم الأربعاء، كانت تتعلق بمحاولة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في الدقائق الأخيرة، فرض تسعة أسماء من الأسرى الإسرائيليين المصابين إلى القائمة المتفق عليها. وقال مصدر مطلع لـ”العربي الجديد” إن سبب الأزمة كان رغبة لدى نتنياهو في الدقائق الأخيرة بفرض بعض الأسماء إلى القائمة. في المقابل، أكّد المصدر نفسه أن حركة حماس وافقت على طلب نتنياهو، لكن بشرط أن يقابله إدراج أسماء رموز من الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى. وأوضح أنه “من بين الأسرى الذين طالبت حماس بإدراجهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إضافة إلى ألف أسير مدني من غزّة”.
إلى ذلك، أفاد موقع والاه العبري، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمّهم، بأن وفداً أمنياً إسرائيلياً يضم مسؤولين كباراً في جهاز الأمن العام (الشاباك) وجيش الاحتلال، ومنسق أعمال الاحتلال في الأراضي المحتلة اللواء غسان عليان، سيغادر غداً الجمعة إلى القاهرة لإجراء التنسيقات المتعلقة بتنفيذ الصفقة ووقف إطلاق النار في غزة، فيما نقل موقع واينت عن مصدر مطّلع على تفاصيل الصفقة أن الضغوطات السياسية في إسرائيل هي ما تعيقها.
بعد إعلانه في وقت سابق من مساء الخميس أنه سيلقي “تصريحاً مهماً”، صرّح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هذه الليلة أنه إذا جرت المصادقة على صفقة التبادل ووقف النار في غزة، فسيقدّم حزب عوتمساه يهوديت (القوة اليهودية) أوراق استقالته من الحكومة، لكنه لم يستبعد العودة إليها لاحقاً في حال استئناف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.
قالت المفوضية الأوروبية إن بعثتها التي كانت تراقب معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر سترسل وفداً إلى القاهرة بداية الأسبوع المقبل للمساعدة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وفقاً للحكومة المصرية. وأكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية، أمس الخميس، أن الاتحاد الأوروبي “يحدث خططنا لإمكانية إعادة إرسال بعثتنا” إلى رفح. وشدد على أن الإرسال “يظل مرهوناً بالموافقة الكاملة” من السلطات الإسرائيلية والفلسطينية.
ومنذ أن سيطرت القوات الإسرائيلية على مدينة رفح في مايو/أيار الماضي، تم إغلاق المعبر أمام جميع المدنيين. ولم تتمكن السلطات الإسرائيلية والمصرية والفلسطينية من الاتفاق على شروط إعادة فتحه. وتنص مسودة اتفاق وقف إطلاق النار على دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى القطاع المحاصر يومياً.
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فجر اليوم الجمعة، إنه تمت الموافقة على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة وأضافت الصحيفة أن فريق التفاوض أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه تم التوصل إلى اتفاقات بشأن صفقة التبادل. من جهتها قالت فرانس برس إن مكتب نتنياهو أعلن عن “التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن” المحتجزين في قطاع غزة، وأضاف المكتب أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني (كابينت) في وقت لاحق من اليوم الجمعة، وستجتمع الحكومة بعد ذلك للمصادقة على الاتفاق”. وفي حال موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على اتفاق الهدنة، سيبدأ سريانه الأحد وسيتضمن تبادل رهائن إسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين. وسيتم وضع اللمسات الأخيرة على شروط الوقف الدائم للقتال في مرحلة لاحقة.
قالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة من شمال وجنوب القطاع وعلى مدينة غزة.