العربي الجديد -
في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم الـ466، تتزايد المؤشرات بشأن اقتراب التوصل إلى صفقة تبادل من شأنها أن توقف الحرب على مراحل، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية. وخلال مؤتمر صحافي بخصوص سجلّه الدبلوماسي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن مساء إن مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي أطلقه منذ أشهر بات وشيكاً وقريباً من التحقق، وإن الاتفاق سيؤدّي “لإطلاق سراح الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين) ووقف القتال وتوفير الأمن لإسرائيل وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين”.
وفي الصدد نقلت “رويترز” عن مسؤول مطلع قوله إن جولة من محادثات غزة مقررة في الدوحة صباح اليوم الثلاثاء، لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية. وأضاف أنه من المتوقع حضور ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وبريت ماكغورك، مبعوث بايدن، ورؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
في الأثناء، كشف مصدر مسؤول في حركة حماس لـ”العربي الجديد”، مساء الاثنين، أن الحركة تسلّمت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار من الوسطاء. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه سيُعقد اجتماع مركزي للحركة لنقاش مسودة الاتفاق الذي تسلمته. وشدد على أنه إن لم يكن هناك مساس بالنقاط الجوهرية التي تهمّ شعبنا فإن الرد سيكون إيجابياً.
اشتعلت النيران في خيام النازحين على شاطئ دير البلح جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي.
تظاهر مئات المتطرفين الإسرائيليين في مدينة القدس المحتلة وأغلقوا مدخلها، الاثنين، احتجاجاً على الصفقة المحتملة مع حركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن مئات المتظاهرين المتطرفين خرجوا في مسيرة تجاه جسر القدس الصاري المعلق (جسر الأوتار).
وردد المتظاهرون هتافات بينها “لا للصفقة”، و”نريد حسماً عسكرياً (في غزة)”، و”لا نعقد صفقة مع الشيطان”، وفق المصدر ذاته. وأضافت الصحيفة: “بعد ذلك بوقت قصير، بدأ المتظاهرون بإغلاق مدخل المدينة، واستمر الحصار حوالي ساعة”.
وأشارت إلى أن “المظاهرة تأتي في الوقت الذي تتقدم فيه المحادثات بين إسرائيل وحماس، ويبدو أن الصفقة أصبحت أقرب من أي وقت مضى”. واندلعت خلال الاحتجاج اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الذين أغلقوا الطريق.
استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف الاحتلال خيام النازحين ومنزلاً في دير البلح وسط قطاع غزة.
نشرت القناة 12 الإسرائيلية الخاصة، الاثنين، تفاصيل ما قالت إنها “الصفقة المحتملة” لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين مع حركة حماس، وذكرت أنها تتكون من ثلاث مراحل وتشمل عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
وقالت القناة: “ينتظر الوفد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري (محمد بن عبد الرحمن آل ثاني) وممثلو الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) الرد النهائي من محمد السنوار، الذي يملك القرار النهائي، على المسودة النهائية للصفقة التي أُرسلت للأطراف”.
وزعمت القناة أن الوسطاء طالبوا حماس بتسليم ردها على مسودة الصفقة قبل منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء.
وأضافت: “في الوقت نفسه، سيجري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات مع رؤساء المؤسسة الأمنية”.
وفي تفاصيل الصفقة المحتملة، قالت القناة إن المرحلة الأولى التي تسمى “المرحلة الإنسانية”، تستمر 42 يوماً، ومن المتوقع إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا، أحياء وأمواتا، بمن فيهم النساء وكبار السن والمرضى، و”سوف ينسحب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق الخاضعة لسيطرته في غزة”.
وبحسب الاتفاق فإن عملية إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى ستتم في اليوم السابع من وقف إطلاق النار.
ووفق القناة، “تعهدت إسرائيل أيضاً بالإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين”، بعضهم من أصحاب المحكوميات العالية.
وتابعت: “وبحسب التقارير، سيتم الإفراج مقابل كل مجندة إسرائيلية عن 50 معتقلا فلسطينياً، منهم 30 محكوماً بالسجن المؤبد، و20 محكوماً بالسجن لفترات طويلة”.
وأضافت: “مقابل كل مواطن إسرائيلي امرأة أو مسن، سيتم إطلاق سراح 30 معتقلاً فلسطينياً من فئات مختلفة، بما في ذلك القاصرون والمرضى والنساء”.
أما المرحلة الثانية والتي ستبدأ في اليوم السادس عشر من الاتفاق، “ستركز على مناقشات حول صفقة شاملة لجميع المختطفين (المحتجزين بغزة): إطلاق سراح من تبقى من الشباب والجنود”، وفق المصدر ذاته.
بينما تتناول المرحلة الثالثة والأخيرة، وفق القناة، “الترتيبات طويلة الأمد، بما في ذلك المناقشات حول حكم بديل في قطاع غزة وخطط إعادة إعماره”.
رجّحت هيئة البث الإسرائيلية، يوم الاثنين، أن يُعقد المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت) غداً الثلاثاء “للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس”. وذكرت الهيئة الرسمية أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن يضمن أن “شريكه المقرب” وزير المالية المتطرف بتسليل سموتريتش لن يُسقط الحكومة على خلفية معارضته الصفقة.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي أطلقه منذ أشهر بات وشيكاً وقريباً من التحقق، وإن الاتفاق سيؤدي “لإطلاق سراح الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين) ووقف القتال وتوفير الأمن لإسرائيل وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين”. وأضاف في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين في وزارة الخارجية حول سجلّه الدبلوماسي أن الفلسطينيين عانوا معاناة هائلة وعاشوا الجحيم جراء هذه الحرب وفقدوا الكثير من أحبابهم، وأنهم يستحقون السلام وحقهم في تقرير مستقبلهم.