العربي الجديد -
يتابع الفلسطينيون بتفاؤل حذر مفاوضات وقف إطلاق النار الدائرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، والتي تتواصل بمشاركة مصرية وأميركية لوضع حد للحرب المستمرة للعام الثاني على التوالي في قطاع غزة.
وتحظى الأخبار المتعلقة بـ”صفقة” وقف إطلاق النار باهتمام كبير من سكان القطاع، وخصوصاً النازحين الذين يعولون عليها للعودة إلى مناطقهم التي نزحوا إليها بفعل حرب الإبادة والتهجير القسري.
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي تداول الفلسطينيين في غزة الكثير من التسريبات والأخبار التي تنشرها مختلف وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية، والتي توحي باقتراب الوصول إلى اتفاق، في إشارة تعكس حجم الآمال المعقودة على صفقة التبادل التي تنهي الحرب.
وبالتزامن مع الضخ الإعلامي الكبير المتعلق بتطور المفاوضات، تشهد مخيمات النازحين في مواصي خانيونس وفي مدينة دير البلح، وأجزاء أخرى من القطاع تجمعات مسائية يومية متفائلة، رغم عدم إعلان التوصل إلى اتفاق، إذ يمني قرابة مليوني فلسطيني النفس بأن تنتهي الحرب من أجل العودة إلى أحيائهم ومناطقهم في مختلف مناطق القطاع، رغم ما طاولها من دمار هائل، لا سيما مدينة غزة وشمالي القطاع.
تتكرر التجمعات المتفائلة في غزة مع كل مفاوضات
وقد تكررت هذه التجمعات المتفائلة مرات عدة خلال الشهور الماضية بالتزامن مع كل مفاوضاتٍ في الدوحة أو في العاصمة المصرية القاهرة، وجميعها لم تكن تكتمل بفعل المماطلة الإسرائيلية والتعطيل المتكرر للوصول إلى اتفاق.
من مدينة دير البلح (وسط)، تقول النازحة رشا فايز لـ”العربي الجديد”، إنها تنتظر على أحرّ من الجمر انتهاء المفاوضات، وإعلان صفقة التبادل التي توقف الحرب من أجل أن تعود إلى منطقة سكنها التي نزحت منها في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتضيف: “نتابع الأخبار بلهفة كبيرة، ونأمل أن تحمل لنا جديداً ينهي هذه الحرب التي أحرقت الأخضر واليابس. نأمل ألا تعود المفاوضات إلى نقطة الصفر كما كان يحصل في كل مرة. نحن هذه المرة متفائلون بالوصول إلى صفقة، لكننا نخاف أن يضع نتنياهو شروطاً جديدة تعطل الوصول إلى اتفاق”.
أما الفلسطيني محمد عوكل، والذي فقد زوجته وطفليه في الحرب، فيقول: “الانتظار صعب، ونسمع يومياً عن تقدم واختراق وساعات حاسمة، لكن الأيام تمضي، والحرب مستمرة، وكذا القتل والتجويع، وكلنا أمل أن تنتهي الحرب اليوم قبل الغد”. ويضيف لـ”العربي الجديد”: “هناك تجمعات تشبه الاحتفالات في محيط مخيمنا بشكل شبه يومي، بالذات في ساعات المساء التي تشهد نشر الكثير من الأخبار والتسريبات المتعلقة بالصفقة والمفاوضات المتواصلة، ما يعكس حجم الأمل لدى الناس، وحالة انتظار انتهاء الحرب. تعبنا كثيراً، ولم تعد لدينا قدرة على البقاء في هذا الواقع المأساوي لفترة أطول، وإن كان لا يوجد شيء أسوأ مما حصل بالفعل”.
بدورها، تقول الفلسطينية سوزان مطر لـ”العربي الجديد”: “صحيح أن الأخبار تبدو متفائلة، لكننا نخشى تكرار الفشل، فالمفاوضات تكررت عدة مرات سابقاً، ولم تصل إلى اتفاق، وفي كل مرة كان الإسرائيليون يضعون شروطاً جديدة تعطل الصفقة. فقدت اثنين من أبنائي وعدداً من أفراد عائلتي في الحرب، وكلي أمل أن تكون هذه المرة مختلفة، فقد تعبنا، ولم تعد عندنا قدرة على التحمل، ونريد العودة إلى المناطق التي نزحنا منها”.
نزح الفلسطيني محمد برهوم من مدينة رفح في شهر مايو/أيار الماضي، ويقول لـ”العربي الجديد”، إنه يتابع الأخبار يومياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكلها تتحدث عن اقتراب الوصول إلى اتفاق، وأن هناك تقدماً في المفاوضات بسبب الضغط الأميركي، وقيام الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض مزيد من الضغوط للتوصل إلى اتفاق قبل دخوله إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الحالي.
ويوضح: “الأمل موجود بأن ينجح الوسطاء هذه المرة في الوصول إلى اتفاق يوقف الحرب، صحيح أننا فقدنا بيوتنا وأعمالنا، لكن وقف إراقة مزيد من الدماء هو أملنا في الوقت الحالي”.