كتب: سفيان حدسي
لا طالما كانت السينما المصرية متصدرة على المستوى العربي و لها مكان كبير عالميا، لدرجة ان اللهجة المصرية يفهمها الأغلبية الساحقة من العرب. من من العرب لا يعرف عمر الشريف و فاتن حمامة و ابرزهم عدل إمام و أفلامه الرائعة، “حين يطير الدخان”، “في ليلة شتاء دافئة”، “غاوي مشاكل” و الفيلم الجميل “حنفي الأبهة”…الخ.
في مصر النجاح السينمائي و تأليف الأفلام إنتقل إلى كرة القدم، و لقد سبقت أن تكلمت عن الدوري المصري و عجائبه، إذ أنه الدوري الوحيد في العالم الذي مازال يلعب، و الفريد في الأمر أن الدور الأول لم ينتهي بشكل كامل، و الذي كان من المفترض أن ينتهي في شهر يناير على أكثر تقدير.
الناس في الشواطئ و المنافسات القارية الخاصة بالمنتخبات تلعب، و اللاعب المصري المسكين لا زال يتدرب و يدخل في معسكرات تدريبية و الحرارة في ذروتها. فما السبب؟ مجاملة بعض الأندية؟ الأندية أقوى من إتحاد كرة القدم و الرابطة؟ الشخص الغير المناسب هو الذي يتقلد المناصب؟ أعلم أن هذه الأسئلة كلها لديها أجوبة لكن لا أحد يملك الجرأة للإجابة عليها.
نادي الزمالك زاد من الإثارة مشهدا، و أعلن انسحابه من مباراة الديربي التي ستجمعه مع الأهلي معللا قراره بعدم استكمال مباريات الدور الأول للدوري.
هو قرار شجاع و جريء و لكن الحجة إما أن تكون مع صاحبها أو عليه و هذا ما لم ينتبه له مسؤولي النادي الأبيض إذ سبق له أن لعب مباريات محسوبة على الدور الثاني. و هل هذا القرار سيكون ساري المفعول على المباريات المتبقية أم فقط مرتبط بمباراة الأهلي؟
أنا بالنسبة لي الإنسحاب هو وصمة عار على كل الأندية إذ هو في الأول و في الآخر هروب من المواجهة، يمكن أن يكون لك عزيزي القارئ رأي آخر الذي أحترمه، لكن مواجهة العبث التسييري و البرمجة يكون في المكاتب و المعركة يجب أن تؤخذ إداريا و ليس على أرضية الملعب.
لماذا مجلس إدارة نادي الزمالك إختار مواجهة الأهلي للانسحاب و ليس مباراة فاركو السابقة؟ سؤال وجب طرحه كذلك، لكن هل إجابته ستكون مقنعة؟ بنسبة كبيرة لن تكون كذلك لأنه كما أشرت، الهروب لم يمثل أبدا حلا لأي مشكلة كيفما كانت.
إذا كانت حجتك قوية، ما الغاية من الإجتماع مع وزير الرياضة؟ الذي عزم على أمر سار عليه و تحمل عواقبه لأنه لا أظن أن مؤسسة كبيرة في حجم الزمالك ستأخذ مثل هكذا قرار دون دراسة مخلفاته.
الخاسر في هذه المعادلة هو جمهور الزمالك الكبير الذي يتم التلاعب بعواطفه و الإجتماع مع السيد الوزير، إن أسفر على لعب المواجهة، الذي سيوضع على في موقف حرج هو الجمهور.
الأسف و كل الأسف على هذا الحال، و كان الله في عون الكرة المصرية.