Mohamed Hamdan Dagalo, known as Himediti, deputy head of Sudan's ruling Transitional Military Council (TMC) and commander of the Rapid Support Forces (RSF) paramilitaries, attends a rally in the village of Abraq, about 60 kilometers northwest of Khartoum, on June 22, 2019. (Photo by Yasuyoshi CHIBA / AFP)

كتب: أحمد رضا نيفة

أكثر من عام مر على اندلاع الحرب الاهلية السودانية ، وهي حرب غير مسبوقه في تاريخ السودان بسبب تمرد عسكري، وليس كما اعتدنا من قبل بسبب حروب مناطقية او قبلية كانت دائما منحصرة في أقاليم بعينها.. سواء في الجنوب او الشرق أو في الغرب.. مثل منازعات دارفور او حرب جنوب السودان او تمردات حركه العدل والمساواة ، أو حتى غيرها ما بين قبائل و قوميات، أو من بين أبناء مجموعات لها مظالم أو مطالب بالعدالة وعدم التهميش او رفض اضطهادات.

لكن هذه الحالة مختلفة.. فلا يوجد أي من هذه الامور، إنما مجرد شخص واحد فقط .. هذا المدعو حميدتي ! الذي ليس له اي مطالب واضحة ولا مطالب عامة ، ولا يمثل أي فصيل شعبي، غير انه يسعى للسلطة  ويبحث عن الكرسي.. ان لديه إستعداد أن يدمر البلد كله و يزهق أراوح أبناء السودان ، بحثا عن شهوة الحكم ، ليس إلا…

إن حميدتي هو نموذج لحفنة من هؤلاء الحكام الأشرار، الذين ابتلينا بهم في تاريخ العالم العربي، هؤلاء الخونة الذين كانوا على استعداد ان يدمروا كل شيء في أوطانهم وأن يقتلوا شعوبهم ليس لأجل أي هدف غير شهوة الحكم… بدءاً من والي عكا في العصر الاسلامي الذي تحالف مع الصليبيين ضد وطنه، ومرورا بالخائن.. خاير بك الذي تحالف مع العثمانيين لاحتلال مصر وأرشدهم على طومان باي، وانتهاء بحاكم اليمن الخائن.. علي عبد الله صالح  الذي تحالف مع الحوثيين من اجل ان يدمر ويقسم بلده حيث ملأه الغل و الحقد لضياع كرسيه ..إنها شهوة الحكم، ان حمدتي هو امتداد لهؤلاء وغيرهم الكثيرين الذين ربما لا يتسع المجال الآن للاسترسال في ذكرهم.

اين هذا من من ملوك وطنيين قبلوا ان يتخلوا عن الحكم طواعية ! وذلك حتى لا تتضرر بلادهم او لا تنقسم جيوشهم أو تدمر اوطانهم! انهم ملوك ابناء وأحفاد ملوك وكانوا يستطيعون الدفاع عن عروشهم، لكن بمنتهى النزاهة و التجرد تركوا العرش و كرسي الحكم و لهم الشرعية في القتال للدفاع عنه، إعلاء لمصلحة الوطن و مواطنيهم. الامثلة ايضا في هذا السياق كثيرة… الملك فاروق في مصر، باي تونس محمد لأمين ، والملك السنوسي في ليبيا وحتى الامام البدر في اليمن.. الذي حارب لفترة ولكنه عندما شعر ان المسالة ممتدة، آثر السلام ورحل برغم الضغوط التي مورست عليه من الاخرين ليواصل القتال رفض وغادر.

أتباع حميدتي.. هم اللغز الأكبر بالنسبة لي! فلماذا يتبعونه؟ وما الهدف وما الطائل وما القضية؟.. لا شيء.. إنني أراهم يظهرون على الشاشات، عندما يسألهم مذيعو القنوات الفضائية فإذا بهم يتلعثمون في الرد ! فلا مبرر ولا قضية يدافعون عنها ! لكن يبدو أنها أحلام المناصب والإغداقات التي تاتيهم من الخارج. إنها الأجندات أو دعوني أقول مانفيستوهات  اقليمية وخارجية..

الآن بدات تظهر بشائر هزيمة حميدتي .. الانشقاقات بدأت تدب وحبات العقد تنفرط ، لقد وضح جلياً الموقف التافه لهؤلاء ، الذين لا يسعون إلا لتدمير وطنهم من أجل تنصيب.. ديكتاتور جديد نرجسي خائن.. و حتى جاهل.

أخيرا.. أعود من حيث بدأت لعنوان المقال..

ماذا يريد حميدتي من السودان؟

 الإجابة: الكرسي!

By أحمد رضا

https://youtube.com/@user-pj7ly4ti4p?si=Gsd96x0vQWAtWA30 مهندس و مفكر سياسي مصري

One thought on “ماذا يريد.. حميدتي من السودان؟”
  1. تحليل منطقى لما يحدث فى السودان من دم واغتصاب وحرق وقتل بين أبناء السودان الشعب الواحد والبلد الواحد ، أما الحكام فليس لنا غير دعاء واحد ، اللهم أرفع الغمه وانقذ الأمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *