لندن: «الشرق الأوسط»
وصفت الولايات المتحدة إن الاتهامات الإيرانية لواشنطن بالمسؤولية عن القصف على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق الذي أدى إلى مقتل اثنين من قادة «الحرس الثوري» بأنها «هراء».
وحذر المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء، من أن بلاده ستردّ على أي هجمات انتقامية.
وقال كيربي في إفادة للصحافيين: «دعوني أوضح الأمر. لا علاقة لنا بالهجوم في دمشق… لم نشارك بأي شكل من الإشكال».
وقضى قياديان وخمسة ضباط في «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، الاثنين في قصف على مبنى مجاور للسفارة الإيرانية.
وأثار هجوم في دمشق مخاوف من تصعيد الصراع المستمر منذ سنوات بين إسرائيل من جهة وإيران والفصائل التابعة لها من جهة أخرى والذي تفاقم منذ اندلاع القتال في أكتوبر (تشرين الأول) بين القوات الإسرائيلية وحركة «حماس» الفلسطينية المتحالفة مع طهران في قطاع غزة.
ورداً على الدعم الأميركي لإسرائيل، استهدفت فصائل متحالفة مع إيران قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا والأردن، لكنّ هذه الهجمات توقفت منذ أوائل فبراير (شباط) في أعقاب ضربات انتقامية أميركية.
وقال كيربي: «نحن دائماً لا نتهاون في حماية قواتنا… ومنشآتنا في العراق وسوريا… سنبذل أقصى ما في وسعنا لحماية تلك القوات».
وأعلن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أنّه أرسل «رسالة مهمّة» إلى الولايات المتحدة عبر القائم بأعمال السفارة السويسرية في إيران التي تمثّل المصالح الأميركية في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعزا عبد اللهيان توجيه رسالة إلى واشنطن إلى أنها «شريك للنظام الصهيوني»، مضيفاً أنّها «يجب أن تتحمّل المسؤولية».
وقال علي شمخاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني في الشؤون السياسية، على منصة «إكس»، إن الولايات المتحدة «تظل مسؤولة مباشرةً، سواء أكانت على علم بنية إسرائيل تنفيذ هذا الهجوم أو لا».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سابرينا سينغ، إن إسرائيل لم تقدم أي تحذير مسبق بخصوص الضربة على مقر البعثة الإيرانية في العاصمة السورية.
وأضافت سينغ في مؤتمر صحافي: «الإسرائيليون لم يُخطرونا بغارتهم أو الهدف المقصود منها في دمشق»، وأشارت إلى أن إيران أُبلغت سراً بأن الولايات المتحدة ليست وراء الضربة.
وقال مسؤولان رفضا الكشف عن هويتيهما، إن إسرائيل قالت للولايات المتحدة قبل وقوع الهجوم بوقت قصير إنها ستنفّذ عملية في سوريا، لكنها استخدمت لغة مبهمة لم تحدد فيها هدفاً.
وقال أحد المسؤولين إن إسرائيل «لم تقدم أي تفاصيل عن المستهدفين (بالهجوم) أو مكان تنفيذه، وكانت الضربة تنفَّذ بالفعل قبل تمرير أي كلمة عبر الحكومة الأميركية». ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم.