كتب: نمر الكسابرة

يعتريني الألم وأنا الذي ظننت أني صلب لا أنهزم واستسلمت لصور الشهداء ودموع الثكلى وصراخ الاطفال.

 يعتريني الألم عندما وجدت نفسي ضعيفاً هامشياً امام سطوة الرجل الابيض على القرار السياسي والعسكري ولم استطع حماية الاطفال والنساء الابرياء.

 يعتريني الألم وانا استذكر الرفاق الذين تقطعت اجسادهم الى قطعٍ للحفاظ على الفكرة , فكرة ان الثورة لم تمت بل هي ارث الاباء والاجداد الثقيل وامتداد الشهداء والاسرى.

 غلبني الألم عندما رأيت القانون الدولي لا يطبق الا على الضعيف وحقوق الانسان شعار ينطلي فقط على العقل السخيف , وان الحكومات في اوطاننا تصد الغزو بالشجب والاستنكار وتارةً بالتخويف.

 يعتريني الألم وأنا استمع لصوت الارض ذاك الصوت الذي يطاردني لا يفارقني صوت ذاك الطفل الذي يبحث عن والدته الشهيدة باكياً وصوت الجد الذي يقبل عيون روح روحهِ وذاك الذي يمسح على وجه ابنه الشهيد قائلاً ينتقمون منا بقتل اطفالنا وتلك الام الثكلى التي تبحث عن فتاها الابيض الحلو وتبادرت لذهني صورة ذاك الرغيف الساخن المخضب بدماء وفهمت معنى اللقمة المغمسة بدم .

 نعم غلبني الألم وربيع عمري صادف خريف الوطن الذي اصبح مغنمةَ الشعوب الاخرى.

 نعم غلبني الألم وانا اشعر بأني انا العربي الذي فرض عليه ان يكون فريسةً للامم.

 يا ويلنا مئة عام ماذا صنعنا اين مشروعنا الوحدوي ؟ لماذا انهمكنا بقطريتنا ؟ اين قوميتنا ؟ واين اتحادنا ؟ واين غلبتنا ؟ لم يتبقى لنا منها شيء الا كتاب تاريخ الأولين , كتابٌ بالي يعلوه غبار لا يستطيع صد قذيفة تسقط على طفل يلهو في باحات منزله في سوريا او العراق او ليبيا او السودان او لبنان او فلسطين او اليمن.

 

 سيلعنا التاريخ ولن نجد في تاريخ الاولين ما نواري به سوءاتنا امما الاجيال التي ستأتي بعدنا , تعالوا نسأل الصحراء العربية هل ابتلعت رمالها خيولنا ام اننا ذبحناها خوفاً من عدونا , ما اقبحنا وكأننا دخلنا مسلخ الامم يقدم فيه الاخ تلو الاخر ومن ينتظر دوره يعتقد انه نجا والجلاد لا يرحم فان لم يأتيك الدور اليوم فمن المحال ان لا يأتيك غداً .

By نمر الكسابرة

ناشط سياسي من الوطن العربي الكبير https://twitter.com/Nimer_Al_Kasabr?t=bRqc0pNc1k7CCNahw9bTYw&s=09

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *