كيف فشلت ادارة بايدن في المنطقة العربية؟
وايران واذرعها زدادت قوى
الضغط على مصر والسعودية ادى الى التوجه نحو روسيا والصين
بعد قرابة 4 سنوات من رئاسة الرئيس الديمقراطي ” جو بادين ” افرزت العديد من التساؤلات حول مستقبل الانتخابات المقبلة ، وهل كانت رئاسة بايدن ذات نتائج ايجابية للدول العربية ، والمنطقة ؟
النقطة المهمة التي يمكن الانطلاق منها لتقيم رئاسة بايدن هي ان بايدن والديمقراطيون لم يتعلموا من اخطاء اوباما ، تلك التي أفقدت واشنطن الكثير جداً من مربعات النفوذ في الشرق الأوسط لصالح الروس والصينيين الذين ملؤوها بأسلحتهم وأموالهم، وليس سراً أن الكثير من دول المنطقة أعادت ضبط توجهاتها الدبلوماسية حول العالم، وحتى لا تضحى عواصمها وعوالمها مرتهنة لتغيرات مزاج سيد البيت الابيض .
القوى العربية الجديدة مصر والامارات والسعودية
في اكثر من موقف ابدى الرئيس جو بايدن بأنه لن يكون صيغة ثانية “لأوباما”، في التعامل مع دول المنطقة حيث أنها تغيرت جيوسياسيا عن فترة الرئيس الأميركي “اوباما” ، كما ان مصر والمملكة العربية السعودية والامارات اصبحت أكثر وحدة وانسجاما وقوة في التعامل مع ملف جماعة الاخوان واحتواء الازمة مع قطر وتركيا وهو الأمر الذي من شأنه أن يقف حجر عثرة أمام عودة الأحزاب الدينية وعلى رأسها الإخوان إلى الواجهة، مع جهد كبير لقادة تلك الدول لمحاربة الارهاب بكل اشكاله، الامر الذي لم تفهمه ادارة بايدن.
والمنطقة العربية والخليجية اختلفت معادلاتها السابقة ، وهو الامر الذي لم يفهه بايدن ، وارتكتب خطأ كلفه والديمقراطين منصب الكثير وسيكلفه ذلك منصب الرئيس في انتخابات 2024 “.
أن المنطقة طرأت عليها تغييرات جذرية، كما أن الدول العربية والخليجية باتت تعرف جيدا من يهدد أمنها واستقرارها، وتحالفت لخلق وضع سياسي واستراتيجي جديد، وبالتالي لم تتعامل ادارة الرئيس بايدن مع هذا الثقل الاستراتيجي السياسي الاقتصادي الذي تشكله السعودية والإمارات ومصر، بشكل يليق بازمات المنطقة التي اشعلتها ساسية امريكا وتجاهلها لحقوق الشعب الفلسطيني وامني المنطقة الذي تلاعبت به امريكا خلال سنوات رئاسة بايدين وسبب اللوبي الصهيوني داخل ادارة بايدين وتجاهله لايجاد مقاربة واضحة مع القوى العربية والقضايا خسرا بادين كثير سواء في المنطقة او في الإقليم الذي زادت المشاكل فيه بدل ان تجد ادارة البيت الابيض لحل مختلف النزاعات.
حاولت ادارة بادين الضغط على مصر في ملف الحريات وحقوق الانسان ، لكن اقرب مسشتاريه ومنهم مات دوس وهو من الديمقراطين المخضرمين قال إن محاولة الضغط على مصر جعل الرئيس بايدن يخسر ابرز واقوى الحلفاء لامريكا ، فمصر ليست كما كانت قبل عشر سنوات ، مصر تملك الان ادوات امكنتها من ان تحدث ارباك في المنطقة ، ولم تتعامل ادارة بايدن مع تلك الادوات بشكل عاقل وهادىء.
الاتفاق النووي مع إيران
فشلت ادارة بايدين في حل ازمة الملف النووي الايراني ، بل بالعكس عززت تلك الادارة النفوذ الايراني في المنطقة واسهمت التدفقات المالية التي حصلت عليها ايران المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي انسحب منها ترامب في 2018، وادات الى اخضاع إيران الى حزمة من العقوبات ، الامر الذي دفعها الى استأنف أجزاء من البرنامج النووي الذي فككته خطة العمل المشتركة الشاملة ، وبايدن قال لمجلس العلاقات الخارجية: “إذا عادت إيران إلى الامتثال لالتزاماتها النووية، فسأعاود الدخول في خطة العمل الشاملة المشتركة كنقطة انطلاق للعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائنا في أوروبا والقوى العالمية الأخرى لتمديد القيود النووية للاتفاق ” ، بما يعني انه ايضا وضع شرط اساس للتعامل معها .
يُعتقد على نطاق واسع أن وعد بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي هو السبب وراء رفض إيران العودة إلى طاولة المفاوضات مع البيت الأبيض، في تحدٍ لحملة تعجيزية سعت إلى الحصول على مزيد من التنازلات من طهران. وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي لعب دورًا رئيسيًا في إبرام اتفاق 2015، مرارًا وتكرارًا إن إيران لن تتفاوض على اتفاق آخر، وهنا سيحاول بايدن إلى احتواء قوة إيران المتصاعدة، عبر تخفيف سيساسة “الضغط القصوى” التي انتهجها ترامب على إيران، مما مهد الطريق للمنطقة التي تبدو وكأنها تتأرجح باستمرار على شفا حرب كارثية بسبب الطموحات الايراني لابتلاع المنطقة ، وبايدن ايد قتل قاسم سليماني الذي كاد ان يشعل المنطقة التي سيحاول بايدن .لملمة الانقسام والانشقاق مع أوروبا تجاه إيران والاستفادة من شركاءه في المنطقة ، وسيسعى إلى التوصل إلى موقف موحد، اتجاه برنامج ايران الصاروخي واذرع ايران ومليشياتها في المنطقة ، والتي ستكون ورقة للعلب بين بايدن وايران، ربما تؤدي في النهاية الى تخليها عن حزب الله في لبنان والفصائل العراقية والسورية والحوثيين في اليمن.
الحرب الروسية الأوكرانية
عندما نفذت روسيا غزو أوكرانيا فى 24 فبراير 2022، فعلت إدارة بايدن هجوما دبلوماسيا كان له أهمية بقدر إسراعها فى نقل الأسلحة للجيش الأوكرانى. وسعت الولايات المتحدة، معتمدة على العقوبات الاقتصادية والدعوة إلى دفاع جماعى عن النظام الدولى، إلى معاقبة روسيا بمزيد من الألم الاقتصادى والنفسى السياسى، وكان الهدف رؤية الشركات والدول تقطع علاقتها مع موسكو.
وفشلت إدارة بايدن في تمرير المساعدات العسكرية لأوكرانيا وكذلك في إدارة الأزمة، كما فشلت في تطبيق نظام العقوبات الخاص بها ضد روسيا، عقب اندلاع الحرب مع أوكرانيا، إذ كشفت تقارير عن استمرار تدفق المكونات الحيوية من الإلكترونيات وأنظمة الكمبيوتر إلى موسكو، التي يتم تصنيعها في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد عامين، لا يعانى بوتين من العزلة مثلما كان يأمل المسئولون الأمريكيون، كما أن قوة روسيا المتأصلة، التى تمتد جذورها إلى إمداداتها الهائلة من النفط والغاز الطبيعى، كانت سببا فى تعزيز قدرتها المالية والسياسية على الصمود التى تهدد بصمود المعارضة الغربية للحرب. وفى أجزاء من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، أصبح نفوذ روسيا قويا كما كان دائما أو حتى فى تزايد. ويبدو أن قبضة على السلطة فى الداخل قوية كما كانت دائما.
أزمة حرب غزة فشل آخر في الإدارة الخارجية لبايدن
السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي جو بايدن بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هي مؤشر آخر على فشل إدارته في السياسة الخارجية.
وأكد الكتاب والمراقبون أن إدارة بايدن ارتكبت العديد من الأخطاء في الشهرين الماضيين والتي “قد تمحو وإلى الأبد جميع الذكريات الإيجابية في سياستها الخارجية” على حد قولهم.
لقد أثبتت الولايات المتحدة أنها لن تلتزم بالقواعد والأعراف الدولية في حال انتهاكها من قبل أحد أقرب حلفائها ، رغم إن واشنطن قالت انهاتعرب عن قلقها إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين في قطاع غزة، لكنها تواصل تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تمثل محاولات إدارة بايدن تبرير “القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بأنه دفاع عن الديمقراطية” على خلفية الإصلاح القضائي الذي يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “دليلا إضافيا على أن المسؤولين الأمريكيين يلجأون إلى استذكار الديمقراطية وحقوق الإنسان فقط عندما يكون الأمر مناسبا لهم”، يضيف بيكون.
كما أن فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة قد يكلفه صناديق الاقتراع حيث تصبح الحرب المستمرة فى غزة قضية رئيسية في السياسة الخارجية في الفترة التي تسبق الانتخابات الأمريكية 2024.
د. رائد العزاوي
مدير مركز الأمصار للدراسات والبحوث