كتب: وحيد الطوالبة
الحديث عن محور المقاومة ربما يرسخ لدى القارئ ان كاتب المقال شيعي ايراني او لبناني او عراقي او يمني او سوري ولكن تبدد هذه القناعة عندما تتعرف على كاتب المقال بأنه اردني سني يقرأ الاحداث بعين سياسية بعيدا ان النظرة الطائفية النتنة التي زرعهتا الصهيونية منذ أن قال بن غوريون في عقد الخميسنيات ان قوتنا ليست في امتلاك السلاح النووي ولكنها تمكن في قدرتنا على نشر المذهبية والطائفية لتفتيت المجتمعات العربية والإسلامية وسنبدأ في العراق ثم سوريا ثم مصر .
وعند العودة لتأسيس التنظيمات الجهادية الإسلامية المتطرفة نجد ان الامريكان صناع تلك التنظيمات هم من قالوا :
سنصنع لهم اسلاما يناسبنا .. ويتذكر الجميع أن بريمر عندما وصل إلى بغداد قال : اليوم اسقطنا حكم الف عام من حكم السنة للعراق .. ويعرف العراقيون كيف كانت القوات العراقية تأخذ شابا سنيا وتقتله وترمي بجثته في حي شيعي وتأخذ شابا شيعيا وتقتله وترمي بجثته في حي سني حتى تمكن الامريكان من إشعال القتال الطائفي في العراق لسنوات طويلة.
وعندما تجد وسائل التواصل الاجتماعي تعج بفكرة سقوط اربع عواصم عربية بيد ايران لا احد يتسائل ولا احد يريد أن يعرف وهو يعرف ان مئات المليارات الخليجية أنفقت على إسقاط أنظمة صدام حسين وعلي عبدالله صالح وزين العابدين والقذافي وانفق مثلها على محاولة إسقاط نظام الأسد في سوريا وتم جلب مقاتلون جهاديون من 83 جنسية للداخل السوري ولم يسقط .. وبعد إسقاط تلك الانظمة وهنا نؤكد ان ليبيا لا يوجد بها سنة ولا شيعة وكذلك السودان وتونس واليمن لكنها انظمة اسقطت في موجة الربيع العربي ولم يكن احد يعرف بعد تشكل محور يسمى بمحور المقاومة التي تشكل على انقاض موجة الربيع العربي وان كان حزب الله قد ولد قبل ذلك ونظام صدام تم إسقاطه ايضا قبل ذلك والعراق تفاصيل سنأتي اليها في مقال آخر .
وبعد سنوات قليلة من الربيع العربي تبين لنا ان إسقاط تلك الانظمة الجمهورية كان هدفه الأساس هو تهيئة شعوب تلك الدول للقبول بمسار التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد ان سألت انهار من الدمار في تلك الدول وشرد الملايين وانهار اقتصاد تلك الدول ..
من هنا جاء الدور الإيراني في تأسيس محور المقاومة حيث كان حزب الله قد امتلك مخالب عسكرية وقوات قتالية مدربة خاضت حرب تموز 6002 وهزمت فيها الكيان الصهيوني .. ولهذا كان لحزب الله دورا مهما في عدم سقوط النظام السوري مثلما ساهم ايضا السيد نوري المالكي بقوة وبدعم مالي في دعم نظام الرئيس الأسد .. أما في اليمن فكان السيد عبد الملك الحوثي قد اكتسب خبرة قتالية ومعه بضعة الاف من حروب ستة شنها عليهم نظام صالح وبهذه الخبرة والمصداقية تمكن من بناء قوة عسكرية بعد العدوان الذي شنه عليه تحالف من 17 دولة حيث تحالف مع عدو الأمس الرئيس صالح الذي كان يعتقد ان يمكنه العودة للسلطة من خلال انقلاب ابيض على الحوثيين بنهاية عام 7102 وكانت نهايته في تلك الحركة غير المحسوبة حيث قتل برصاص مقربين منه وليس من قبل الحوثيين الذين وجدوه مقتولا لكن احد شج رأسه بضربه تشبه الضربة التي تعرض لها زعيمهم السابق حسين الحوثي شقيق السيد عبد الملك .
اذا من خلال تطورات الاوضاع وتغيير بعض الانظمة استطاعت ايران ان تشكل محور المقاومة ليس كاحتلال ايراني عسكري مباشر كما تفعل امريكا بل من خلال وحدة لتلك الساحات وهي لليوم ليست دول معترف بها بإستثناء العراق الذي يحتاج لمقالة مفصلة .
وعندما نقول ان هناك مشروع ايراني يقود محور المقاومة ويجمع ساحاته علينا ان نوضح ان لكل ساحة خصوصية لا يتدخل بها الإيرانيين ولكن تجمع تلك الساحات وحدة هدف وهو مواجهة مشروع التطبيع في المنطقة ومواجهة الصهيونية وهذا ما احدث انقساما بين انظمة وشعوب المنطقة بين من يؤيد التطبيع علنا مع اسرائيل وبين من يرفض التطبيع واتضح جليا ان المسألة لم تعد مسألة سني او شيعي فها هي الجزائر وسلطنة عمان والسودان تنضوي نوعا ما تحت راية محور المقاومة مثلما ان حركة حماس المدعومة ايرانيا التي تمت شيطنتها ايضا ليست شيعية وهاهم ابطالها لقنوا الكيان الصهيوني درسا لن ينساه.
اذا اليوم ومع صمود طوفان غزة وما احدثه وما سينتج عنه في المنطقة نجد ان تماسك ساحات محور المقاومة والتزامها بدعم غزة والمقاومة فيها اثبت انه اقوى من تماسك محور التطبيع وكذبة السلام والاندماج مع دولة يريدها بايدن دولة يهودية ليتم طرد الفلسطينيين منها بمن فيهم ثلاثة ملايين من عرب 8491.