كتب: سفيان حدسي
في إحدى المباريات الجميلة لبرشلونة الإسباني كان يعلق عليها المعلق الإماراتي الشهير “سعيد الكعبي” و من شدة روعة أداء الفريق الكتالوني، استخدم جملته الشهيرة “هنا سأسكت قليلا” لأنه من شدة انبهاره عجز لسانه عن وصف جمال مستوى كرة القدم الذي كان يشاهده.
اليوم وأنا اطلع على ترتيب الدوري المصري بعد نهاية مباراة الديربي مع بعض الأصدقاء، صدمت بترتيب بعض الفرق. الاهلي هو التاسع و الزمالك العاشر و كلاهما برصيد 21 نقطة، بيراميدز متصدر ب32 نقطة، أي بفارق 11 نقطة عن القطبين، و اللذين يبتعدان عن مراكز الهبوط ب9 نقط فقط، فقلت “هنا سأسكت قليلا”، لكي أتمكن من فهم هذه الفوضى.
كيف لدوري في منتصف شهر أبريل و هناك فرق لعبت فقط ثلث مباريات الموسم أو أقل، و المثير هو أنه الفرق التي لعبت كل المباريات الممكنة تجد انها لعبت فقط نصف مبارياتها.
ماهذا الفشل؟ كل الدوريات العربية فيها فرق مشاركة في مسابقات قارية، و لكن جدول دوريها معقول و منطقي، و المقارنة هنا تفرض نفسها. في الدوري المغربي كل الفرق لعبت 25 مباراة و متبقي 5 جولات فقط على نهاية الدوري. في تونس، الدوري الان في مرحلة البلاي اوف، و كل الفرق لعبت نفس عدد المباريات. في الجزائر اتحاد العاصمة و شباب بلوزداد سيخوضون المباريات المؤجلة منتصف الأسبوع لكي يصبحو على قدم المساواة مع باقي الفرق.
الرابطة المصرية لكرة القدم المكلفة بتدبير الدوري فاشلة، لجنة المسابقات فاشلة و الإتحاد المصري فاشل، للأسف هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعترف بها هؤلاء الناس و الأجدر بهم أن يرحلوا عن مناصبهم بمجرد النظر إلى جدول الدوري العام.
إنها مصر يا عالم، إنها الكرة المصرية يا ناس، فمن العيب أن نتكلم عن إلغاء الدوري، فهناك دول فيها ظروف صعبة و دوريها منتظم. و على ذكر النظام، ما هي الأندية التي ستشارك قاريا الموسم المقبل؟ متى سينتهي الدوري؟ متى ستبدأ الموسم الجديد، الذي في نهايته انت مقبل على كأس العالم للأندية بنظامها الجديد و كذلك كأس أمم أفريقيا؟ متى سيرتاح اللاعبون؟ متى سيلعب كأس مصر 23/24؟ مجرد طرح هذا الكم من الأسئلة يعطينا الحق بالمطالبة بإقالة المسؤولين عن كرة القدم في مصر.