كتب: سفيان حدسي
كنت قد كتبت في مقال سابق عن “كرتنا و كرتهم” و سردنا بعض الأمور التي جعلت كرة القدم الأوروبية تبتعد عنا بسنوات ضوئية من جميع النواحي بداية من التخطيط إلى التطبيق. و لعلنا في هذين الأسبوعين استمتعنا بقمم كروية في غاية الجمال و الدلال.
لقد دلعتنا الفرق الأوروبية كرويا، كيف لا و دور الربع النهائي شهد تسجيل 32 هدف، بمعدل 4 أهداف في المباراة الواحدة، عن أي كرة قدم نتحدث؟ برشلونة كان قريبا من التأهل إلى ربع النهائي فلقد فاز ذهابا في أرض باريس ب 3/2 و خسر على أرضه برباعية مذلة رد بها باريس سان جيرمان دينا قديما لبرشلونة، والكلام هنا عن ريمونتادا 2017 الشهيرة. أتليتكو مدريد تنقل إلى معقل دورتموند مسلحا بفوز صغير ذهابا 2/1، لم يستطع الحفاظ عليه و تجرع هزيمة برباعية مقابل هدفين. أرسنال العائد إلى الواجهة الأوروبية أقصي من طرف عملاق ألمانيا بعد تعدل مثير ذهابا بهدفين و خسارة بهدف نظيف في الإياب. في قمة القمم، قمة الكرة الجميلة و الكرة الواقعية، قمة مانشستر سيتي و ريال مدريد، المباراة التي لم تبح بأسرارها حتى أقصى اللحظات إذ عبر ريال مدريد ملك دوري الأبطال إلى دور النصف نهائي على الطريقة الميكيافيلة الإيطالية إذ استطاع المدرب الإيطالي الكبير كارلو انشيلوتي من تعطيل منظومة السيتي القوية جدا.
عشاق كرة القدم و متابيعها ينتظرون بفارغ الصبر يوم 30 أبريل موعد الدور النصف النهائي لنستمتع بليالي المتعة و الإثارة و لكي نبكي على واقعنا الملطخ بالفساد و الفوضى و سوء التخطيط.
دوري أبطال أوروبا يقدم المتعة و كذلك الدروس داخل المستطيل الأخضر و خارجه، فاعتبروا و تعلموا يا أصحاب العقول. اللهم اشفي كرتنا !