كتب: نمر حسين الكسابره
ان الساحة السياسية العالمية مترابطة بشكل وثيق في ظل العولمة التي نعيشها واي حدث سياسي يحصل في دولة يكون له ارتدادات سياسية في دول اخرى فالاحداث الدموية في الشرق الاوسط انعكست بشكل ايجابي على مصلحة روسيا في في تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب في اوكرانيا او وصول روسيا الى مرحلة حسم الصراع لصالحها ولفهم الموضوع لا بد من فهم ما يجري في اوكرانيا فعندما بدأت روسيا هجومها على اوكرانيا في 24 شباط 2022 اعتقد الكثير من السياسين ان روسيا ستحتل اوكرانيا في بضعة اشهر بسبب فارق القوة الكبير بين روسيا واوكرانيا لكن بفضل دعم الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية والمملكة المتحدة بريطانيا ودول حلف الشمال الاطلسي استطاعت اوكرانيا الصمود لاكثر من ثلاث سنوات وكان لدى روسيا تحفظ شديد على ارسال قوات من الدول الغربية لمساندة اوكرانيا واعتبرته روسيا خط احمر وانه بمثابة اعلان حرب من قبل امريكا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي ودول حلف الشمال الاطلسي الا وان هذه الدول قامت بدورها بتجاوز الخط الاحمر الروسي من خلال ارسال المرتزقة الذين يتبعون لشركات امنية وفتح باب التطوع للقتال في اوكرانيا وعلى الرغم من علم القيادة السياسية في روسيا بهذا الامر الا وان الروس لم يتخذوا موقف معلن ومع مرور الوقت ازداد الوضع سوء بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الاوروبيين ودول حلف الشمال الاطلسي حيث تعرضت اساطيل البحر الاسود الروسية لتدمير تدريجي بفعل التكنلوجيا الغربية التي تم تقديمها الى القوات الاوكرانية وكانت اكبر ضربة تلقتها روسيا على يد القوات الاوكرانية تلك الضربة التي استهدفت جسر القرم الذي يربط ما بين روسيا وجزيرة القرم حيث تلقت روسيا خسائر كبيرة في هذه الحرب لكن الروس بطبيعة الحال لا يعرفون الاستسلام لذلك بدأ الروس بتغير استراتيجيتهم السياسية والعسكرية في ادارة المعركة حيث في شهر مارس 2024 نشرت روسيا تسجيل صوتي احدث ضجة سياسية في اوروبا وكان التسجيل الذي تبلغ مدته 40 دقيقة والذي يتحدث به ضباط من المخابرات الالمانية عن استهداف جسر القرم الذي يربط بين روسيا وجزيرة القرم بصواريخ تورس المانية الصنع وتناول التسجيل ايضا معلومات عن ارسال صواريخ لاوكرانيا تستطيع ضرب العاصمة الروسية موسوكو وعن ذهاب ضباط من الجيش الالماني بزيارة سرية لكييف وبحث امكانية ضرب العمق الروسي بصواريخ المانية وايضا عن تقديم المخابرات الالمانية وعدد من اجهزة المخابرات الغربية الموجودة في حلف الشمال الاطلسي لاحداثيات مواقع داخل العمق الروسي للجيش الاوكراني وايضا تناول التسجيل حديث بتواجد وحدات من الجيش البريطاني تعمل بشكل سري في اوكرانيا حيث اثار التسجيل الذي نشرته روسيا ردود فعل لدى الشعوب الغربية الا وان رد الفعل الالماني على التسجيل الذي احدث كل تلك الضجة في الاوساط السياسية لم يقابل بالنفي بل اكتفت المانيا بالتحقيق بالالية التي وصل الروس بها لهذه المعلومات بعدها بفترة زمنية قصيرة خرج الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بتصريح مثير لدهشة وتحدث صراحة عن امكانية ارسال قوات فرنسية الى اوكرانيا حيث احدث هذا التصريح ضجة سياسية كبيرة ايضا في الاوساط السياسية الاوروبية بشكل خاص والعالمية بشكل عام عن احتمالية تواجد قوات غربية في اوكرانيا بشكل سري وغير معلن بعدها خرجت روسيا لترد على تصريحات الزعماء والسياسيين الاوروبيين بان اي تواجد لقوات غربية في اوكرانيا بشكل رسمي من قبل الدول الداعمة لنظام السياسي في العاصمة كيف يعني اعلان نشوب حرب عالمية ثالثة .
لكن السؤال هنا لماذا تريد الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي ودول حلف الشمال الاطلسي والمملكة المتحدة بريطانيا دعم اوكرانيا الى هذه الدرجة التي من الممكن ان تعرض دولهم لخطر الحرب ؟؟
من الممكن تفسير سلوك الولايات المتحدة الامريكة بانها تتصرف بهذا الشكل حتى تحافظ على احادية القطب في العالم اكبر قدر ممكن وعدم الذهاب الى عالم متعدد الاقطاب وثني الصين عن محاولة غزو تايون .
لكن ما هو دافع دول الاتحاد الاوروبي وبريطانيا ودول حلف الشمال الاطلسي ؟؟
في الحقيقة تخشى هذه الدول من احتلال روسيا لاوكرانيا لعدد من الاسباب فمثلا وصول روسيا لحدود بولندا يعني ان تزداد اطماع الروس بالسيطرة على ممر سوالكي الواقع بين لتوانيا وبولندا وذلك لكي تربط روسيا مدينتيها كالينغيراد بطريق بري تحت سيادتها وايضا لا ننسى قضية الاقليات الروسية فروسيا تستخدم قضية حماية الاقليات الروسية ذريعة لاجتياح الاراضي التي تريدها وكان اقليم دونباس هو السبب او الذريعة ان صح التعبير لدخول روسيا الى اوكرانيا وايضا تدخل روسيا في جورجيا عام 2008 كان بذريعة حماية الافلية الروسية وايضا انفصال كل من مدينتي دونتسك ولوغانتسك عن اوكرانيا واعتراف روسيا بهما .
كل هذه التراتبية في الاحداث وتسلسلها جعلت دول اوروبا تستشعر الخطر فالاقليات الروسية موجودة في كل من دولة استونيا ولتوانيا ولاتيفيا و بولندا لذلك يحاول العالم الغربي انهاك روسيا في اوكرانيا قدر الامكان والحرص الشديد على هزيمتها .
الا وان التغير في الاحداث السياسية في الشرق الاوسط شكلت طوق النجاة لروسيا واخذت تسيطر على مساحات واسعة من الاراضي الاوكرانية واصبحت روسيا ترى بوادر الانتصار اصبحت اوضح , فما الذي حصل بالشرق الاوسط ليغير المعادلة السياسية على الاراضي الاوكرانية ؟
في تاريخ 7 اكتوبر 2023 حصل تغير كبير في السياسة الدولة لدى العالم الغربي على سلم الاولويات وتحديدا لدى الولايات المتحدة الامريكية الداعم الرئيسي لاوكرانيا فبعد ان هاجمت فصائل المقاومة الفلسطينة الاحتلال الاسرائيلي توجه الدعم الغربي بغالبيته للاحتلال الاسرائيلي في الاراضي العربية الفلسطينية المحتلة مما استنفذ جزء كبير جدا من المخزون الاستراتيجي لسلاح في الدول الغربية وانعكس هذا الوضع بشكل سلبي على خطوط امداد السلاح لاوكرانيا واستغل الروس هذه الفرصة الذهبية لبسط نفوذهم وسيطرتهم على اكبر قدر ممكن من مساحة الاراضي في اوكرانيا وحقق الروس تقدم ملحوظ في هذا الامر حيث كان موقف روسيا من الاحداث الجارية في الشرق الاوسط انها دعمت فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل ملحوظ في مجلس الامن الدولي وتصدت لعدد من قرارات الولايات المتحدة الامريكية بحق النقد الفيتو على عدد من القرارات التي لا تصب في صالح فصائل المقاومة الفلسطينية وكان لهذا الموقف الروسي الداعم للحق الفلسطيني ايضا مصلحة روسية في اطالة امد الحرب في الشرق الاوسط لتحقيق مكتسبات اكثر في اوكرانيا .
السؤال الذي يطرح نفسه لمذا حولت الولايات المتحدة جل دعمها للاحتلال الاسرائيلي وتغاضت الى حد ما عن دعمه لاوكرانيا ؟
هذا السؤال سيدخلنا في سبب وجود الاحتلال الاسرائيلي كقاعدة عسكرية متقدمة في الشرق الاوسط والذي من مهماته الحفاظ على نظرية الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر في موضوع اسس تدفق الطاقة وايضا الاهمية الجيوسياسية للاحتلال في موقعه الذي يربط الشرق بالغرب وسأسرد هذه التفاصل في المقالات القادمة دمتم بخير
ان الساحة السياسية العالمية مترابطة بشكل وثيق في ظل العولمة التي نعيشها واي حدث سياسي يحصل في دولة يكون له ارتدادات سياسية في دول اخرى فالاحداث الدموية في الشرق الاوسط انعكست بشكل ايجابي على مصلحة روسيا في في تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب في اوكرانيا او وصول روسيا الى مرحلة حسم الصراع لصالحها ولفهم الموضوع لا بد من فهم ما يجري في اوكرانيا فعندما بدأت روسيا هجومها على اوكرانيا في 24 شباط 2022 اعتقد الكثير من السياسين ان روسيا ستحتل اوكرانيا في بضعة اشهر بسبب فارق القوة الكبير بين روسيا واوكرانيا لكن بفضل دعم الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية والمملكة المتحدة بريطانيا ودول حلف الشمال الاطلسي استطاعت اوكرانيا الصمود لاكثر من ثلاث سنوات وكان لدى روسيا تحفظ شديد على ارسال قوات من الدول الغربية لمساندة اوكرانيا واعتبرته روسيا خط احمر وانه بمثابة اعلان حرب من قبل امريكا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي ودول حلف الشمال الاطلسي الا وان هذه الدول قامت بدورها بتجاوز الخط الاحمر الروسي من خلال ارسال المرتزقة الذين يتبعون لشركات امنية وفتح باب التطوع للقتال في اوكرانيا وعلى الرغم من علم القيادة السياسية في روسيا بهذا الامر الا وان الروس لم يتخذوا موقف معلن ومع مرور الوقت ازداد الوضع سوء بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الاوروبيين ودول حلف الشمال الاطلسي حيث تعرضت اساطيل البحر الاسود الروسية لتدمير تدريجي بفعل التكنلوجيا الغربية التي تم تقديمها الى القوات الاوكرانية وكانت اكبر ضربة تلقتها روسيا على يد القوات الاوكرانية تلك الضربة التي استهدفت جسر القرم الذي يربط ما بين روسيا وجزيرة القرم حيث تلقت روسيا خسائر كبيرة في هذه الحرب لكن الروس بطبيعة الحال لا يعرفون الاستسلام لذلك بدأ الروس بتغير استراتيجيتهم السياسية والعسكرية في ادارة المعركة حيث في شهر مارس 2024 نشرت روسيا تسجيل صوتي احدث ضجة سياسية في اوروبا وكان التسجيل الذي تبلغ مدته 40 دقيقة والذي يتحدث به ضباط من المخابرات الالمانية عن استهداف جسر القرم الذي يربط بين روسيا وجزيرة القرم بصواريخ تورس المانية الصنع وتناول التسجيل ايضا معلومات عن ارسال صواريخ لاوكرانيا تستطيع ضرب العاصمة الروسية موسوكو وعن ذهاب ضباط من الجيش الالماني بزيارة سرية لكييف وبحث امكانية ضرب العمق الروسي بصواريخ المانية وايضا عن تقديم المخابرات الالمانية وعدد من اجهزة المخابرات الغربية الموجودة في حلف الشمال الاطلسي لاحداثيات مواقع داخل العمق الروسي للجيش الاوكراني وايضا تناول التسجيل حديث بتواجد وحدات من الجيش البريطاني تعمل بشكل سري في اوكرانيا حيث اثار التسجيل الذي نشرته روسيا ردود فعل لدى الشعوب الغربية الا وان رد الفعل الالماني على التسجيل الذي احدث كل تلك الضجة في الاوساط السياسية لم يقابل بالنفي بل اكتفت المانيا بالتحقيق بالالية التي وصل الروس بها لهذه المعلومات بعدها بفترة زمنية قصيرة خرج الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بتصريح مثير لدهشة وتحدث صراحة عن امكانية ارسال قوات فرنسية الى اوكرانيا حيث احدث هذا التصريح ضجة سياسية كبيرة ايضا في الاوساط السياسية الاوروبية بشكل خاص والعالمية بشكل عام عن احتمالية تواجد قوات غربية في اوكرانيا بشكل سري وغير معلن بعدها خرجت روسيا لترد على تصريحات الزعماء والسياسيين الاوروبيين بان اي تواجد لقوات غربية في اوكرانيا بشكل رسمي من قبل الدول الداعمة لنظام السياسي في العاصمة كيف يعني اعلان نشوب حرب عالمية ثالثة .
لكن السؤال هنا لماذا تريد الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي ودول حلف الشمال الاطلسي والمملكة المتحدة بريطانيا دعم اوكرانيا الى هذه الدرجة التي من الممكن ان تعرض دولهم لخطر الحرب ؟؟
من الممكن تفسير سلوك الولايات المتحدة الامريكة بانها تتصرف بهذا الشكل حتى تحافظ على احادية القطب في العالم اكبر قدر ممكن وعدم الذهاب الى عالم متعدد الاقطاب وثني الصين عن محاولة غزو تايون .
لكن ما هو دافع دول الاتحاد الاوروبي وبريطانيا ودول حلف الشمال الاطلسي ؟؟
في الحقيقة تخشى هذه الدول من احتلال روسيا لاوكرانيا لعدد من الاسباب فمثلا وصول روسيا لحدود بولندا يعني ان تزداد اطماع الروس بالسيطرة على ممر سوالكي الواقع بين لتوانيا وبولندا وذلك لكي تربط روسيا مدينتيها كالينغيراد بطريق بري تحت سيادتها وايضا لا ننسى قضية الاقليات الروسية فروسيا تستخدم قضية حماية الاقليات الروسية ذريعة لاجتياح الاراضي التي تريدها وكان اقليم دونباس هو السبب او الذريعة ان صح التعبير لدخول روسيا الى اوكرانيا وايضا تدخل روسيا في جورجيا عام 2008 كان بذريعة حماية الافلية الروسية وايضا انفصال كل من مدينتي دونتسك ولوغانتسك عن اوكرانيا واعتراف روسيا بهما .
كل هذه التراتبية في الاحداث وتسلسلها جعلت دول اوروبا تستشعر الخطر فالاقليات الروسية موجودة في كل من دولة استونيا ولتوانيا ولاتيفيا و بولندا لذلك يحاول العالم الغربي انهاك روسيا في اوكرانيا قدر الامكان والحرص الشديد على هزيمتها .
الا وان التغير في الاحداث السياسية في الشرق الاوسط شكلت طوق النجاة لروسيا واخذت تسيطر على مساحات واسعة من الاراضي الاوكرانية واصبحت روسيا ترى بوادر الانتصار اصبحت اوضح , فما الذي حصل بالشرق الاوسط ليغير المعادلة السياسية على الاراضي الاوكرانية ؟
في تاريخ 7 اكتوبر 2023 حصل تغير كبير في السياسة الدولة لدى العالم الغربي على سلم الاولويات وتحديدا لدى الولايات المتحدة الامريكية الداعم الرئيسي لاوكرانيا فبعد ان هاجمت فصائل المقاومة الفلسطينة الاحتلال الاسرائيلي توجه الدعم الغربي بغالبيته للاحتلال الاسرائيلي في الاراضي العربية الفلسطينية المحتلة مما استنفذ جزء كبير جدا من المخزون الاستراتيجي لسلاح في الدول الغربية وانعكس هذا الوضع بشكل سلبي على خطوط امداد السلاح لاوكرانيا واستغل الروس هذه الفرصة الذهبية لبسط نفوذهم وسيطرتهم على اكبر قدر ممكن من مساحة الاراضي في اوكرانيا وحقق الروس تقدم ملحوظ في هذا الامر حيث كان موقف روسيا من الاحداث الجارية في الشرق الاوسط انها دعمت فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل ملحوظ في مجلس الامن الدولي وتصدت لعدد من قرارات الولايات المتحدة الامريكية بحق النقد الفيتو على عدد من القرارات التي لا تصب في صالح فصائل المقاومة الفلسطينية وكان لهذا الموقف الروسي الداعم للحق الفلسطيني ايضا مصلحة روسية في اطالة امد الحرب في الشرق الاوسط لتحقيق مكتسبات اكثر في اوكرانيا .
السؤال الذي يطرح نفسه لمذا حولت الولايات المتحدة جل دعمها للاحتلال الاسرائيلي وتغاضت الى حد ما عن دعمه لاوكرانيا ؟
هذا السؤال سيدخلنا في سبب وجود الاحتلال الاسرائيلي كقاعدة عسكرية متقدمة في الشرق الاوسط والذي من مهماته الحفاظ على نظرية الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر في موضوع اسس تدفق الطاقة وايضا الاهمية الجيوسياسية للاحتلال في موقعه الذي يربط الشرق بالغرب وسأسرد هذه التفاصل في المقالات القادمة دمتم بخير