إحدى الأولويات القصوى لهيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع، هو الرفع من على قائمة "الإرهاب.

بي بي سي العربية

نتناول في عرض الصحف اليوم مقالات تركز على الوضع في سوريا بعد سقوط حكم الأسد والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، من بينها مقال يرى أن “حدة العنف الطائفي بعد الإطاحة بنظام الأسد جاءت أقل من التوقعات”

صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية : مقال رأي كتبه باسم مروه بعنوان “العنف الطائفي في سوريا جاء أقل حدة مما كان متوقعاً منذ الإطاحة بالأسد“، ويستهل الكاتب مقاله مشيراً إلى حدوث جولات من العنف الطائفي خلال الأيام التي أعقبت الإطاحة بالأسد، إلا أنها لم تصل، بأي حال من الأحوال، إلى الحد الذي كان يُخشى منه بعد نحو 14 عاماً من الحرب الأهلية في سوريا، وفق الكاتب.

 ويرى الكاتب أن الفضل الكبير في هذا الهدوء النسبي حتى الآن يعود إلى هيئة تحرير الشام التي قادت المعارضة ضد الأسد وتساعد في إعادة بناء سوريا وتوحّد فصائلها العديدة، بعد أن تعهدت بعدم التمييز ضد أي دين أو عرق، ونددت بعمليات القتل الانتقامية.

 ويلفت الكاتب إلى أنه خلال الأيام التي تلت سقوط الأسد، قُتل العشرات من السوريين في أعمال عنف انتقامية، كان معظمهم من الطائفة العلوية، التي تتبعها عائلة الأسد، وفقاً لنشطاء وخبراء يراقبون الوضع السوري.
 ويقول الكاتب إنه نظراً للدور الرئيسي الذي لعبه العلويون في حكومة الأسد القمعية، توقع الخبراء أن يكون العنف الطائفي مستشرياً، بيد أن هيئة تحرير الشام اجتهدت في الحد من التوترات في القرى التي شهدت أعمال عنف انتقامية.
ويسلط الكاتب الضوء على أنه في عهد الأسد، تمتع السوريون بحريات دينية وغيرها من الحريات، كما اختلط الرجال والنساء بحرية على الشواطئ والأماكن العامة الأخرى، وكانت المطاعم تُقدم مشروبات كحولية؛ كما شغلت المرأة مناصب عليا في الحكومة.

مقاتلون من المعارضة السورية في شوارع حمص بعد دخول ثالث أكبر مدينة في سوريا خلال الليل.

صدر الصورة،Getty Images

ويرى الكاتب أنه بعد أن أصبحت السلطة في أيدي هيئة تحرير الشام، يشعر العديد من السوريين والحكومات الغربية وجماعات حقوق الإنسان، بقلق من أن تتحول سوريا إلى دولة دينية، على الرغم من أن التحالف الذي تقوده هيئة تحرير الشام لم يفرض حتى الآن أي قواعد دينية صارمة، مثل إجبار النساء على ارتداء الحجاب، كما سُمح للصحفيين من جميع أنحاء العالم بالتغطية بحرّية، وعلى مدى سنوات من السيطرة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، سمحت هيئة تحرير الشام للمسيحيين والدروز بممارسة شعائرهم الدينية دون تدخل، بحسب الكاتب.

ويقول الكاتب إن إحدى الأولويات القصوى لهيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع، هو الرفع من على قائمة “الإرهاب”، الأمر الذي قد يؤدي لاحقاً إلى رفع عقوبات اقتصادية مفروضة على سوريا. ويقول مسؤولون أمريكيون إن تصريحات الشرع عموماً بشن حماية حقوق الأقليات والنساء موضع ترحيب، بيد أنهم يشككون في الوفاء بوعوده على المدى الطويل.

كما تحدث الكاتب عن تقارير أفادت مساعي الشرع نفسه إلى الحفاظ على السلام بين الفصائل السورية العديدة، لاسيما بعد أن التقى في دمشق مؤخراً بوفد من الطائفة الدرزية وأخبرهم أن هدفه هو توحيد سوريا وإنشاء مجتمع حر، بحسب وسائل إعلام سورية.

ويختتم الكاتب باسم مروه مقاله مستشهداً برؤى بعض السوريين للأحداث واعتقادهم بأن العنف الطائفي كان سيحتدم في أعقاب الإطاحة بالأسد لو كان الجيش السوري خاض معركة جادة ضد هيئة تحرير الشام وغيرها من الجماعات المسلحة المعارضة، لكن ما حدث هو اختفاء جيش الأسد بشكل أساسي واختار عدم الدفاع عن حكومته، على حد تعبير الكاتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *