العربي الجديد -
قال مسؤول في حزب العمال الكردستاني إن الجماعة المسلحة ستوافق على مغادرة شمال شرق سورية إذا احتفظت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، المتحالفة مع الولايات المتحدة، بدور مهم في قيادة مشتركة هناك. وذكر المسؤول في المكتب السياسي للحزب بشمال العراق، أمس الخميس، أن “أي مبادرة تؤدي إلى حكم شمال شرق سورية تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية، أو إلى أن يكون لها دور كبير في قيادة مشتركة، ستقودنا إلى الموافقة على مغادرة المنطقة”.
وقال مسؤول حزب العمال الكردستاني في بيان مكتوب إن الحزب إذا غادر سورية، فإنه سيواصل المراقبة عن بعد وسيعمل ضد القوات التركية أو يتخذ إجراءات حسبما تقتضي الحاجة، وأضاف المسؤول “سيتحدد مستقبل سورية بعد العشرين من الشهر الجاري فور تولي ترامب السلطة”، في إشارة إلى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يوم الاثنين القادم.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة وأوروبا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ورفع الحزب السلاح على الدولة التركية منذ 40 عاماً في صراع أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألفاً. وبعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، هددت أنقرة بسحق وحدات حماية الشعب الكردية السورية المسلحة التي تعد جزءاً من “قسد” التي تقول تركيا إنها امتداد لحزب العمال الكردستاني. وتقول أنقرة إنه يتعين حل “قسد” وطرد جميع الأعضاء الكبار في حزب العمال الكردستاني من سورية، وإلا فإنها ستشن هجمات، ما أدى إلى مفاوضات حول مستقبل “قسد” الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سورية، وتدعو واشنطن إلى “انتقال منظم” لحلفائها الأكراد.
ورغم نفي “قسد” الارتباط بحزب العمال الكردستاني، فإنّ قائدها مظلوم عبدي أقرّ في تصريحات صحافية، بوجود مسلحين أجانب في صفوف “قسد” معتبراً أنهم ساعدوهم في التصدي لتنظيم داعش، وزاعماً أن بعضهم عاد إلى ديارهم وبقي آخرون، وأن الوقت قد حان لعودتهم إذا جرى التوصّل إلى وقف لإطلاق النار. ومنذ سقوط نظام الأسد، تُرسل “قسد” رسائل إلى دمشق مبديةً فيها الاستعداد للتفاوض حول كل القضايا الخاصة بمستقبلها ومستقبل شمال شرقي سورية، بيد أن الإدارة الجديدة في سورية تتريّث كما يبدو في حسم خيارها، وتطالب “قسد” بدخول المنظومة العسكرية السورية وبقائها الجهة المسيطرة على الشمال الشرقي من البلاد، وهو ما يجد رفضاً حتى الآن من الإدارة الجديدة التي ترفض دخول تشكيلات كاملة إلى الجيش الجديد.