العربي الجديد
لم تمض ساعات على إعلان السلطة الفلسطينية، صباح الثلاثاء، استمرار الحملة الأمنية ضد المقاومين في جنين حتى شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهراً، عدواناً مفاجئاً وواسعاً على المدينة ومخيمها شمالي الضفة الغربية، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة 35 آخرين.
وقال مصدر مطلع لـ”العربي الجديد” إن التنسيق بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي منح العملية العسكرية لقوات أمن السلطة في جنين موعداً حتى العشرين من يناير/كانون الثاني، مضيفاً: “طلبت السلطة الفلسطينية تمديد المهلة حتى إنهاء عمليتها في مخيم جنين، لكن الاحتلال رفض، وبالفعل كنا قد توصلنا إلى حل في السابع عشر من الشهر الجاري مع مقاومي المخيم، لكن سرعان ما تجددت الاشتباكات”.
وقال المصدر: “الأجهزة الأمنية كانت تعلم أن تنسيقها مع الاحتلال ينتهي في العشرين من الشهر الجاري، وكان من المفروض أن تنسحب، لكنها فضّلت أن تكمل عمليتها في جنين على أمل أن تتجنب العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة”. وأكد المصدر: “ما حدث هو خداع وغدر من الاحتلال الذي لم ينسق مع السلطة حول اقتحامه المخيم، وهناك إصابات خطيرة في صفوف عناصر أمن السلطة”.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على عدوانها على مدينة ومخيم جنين، اسم “عملية السور الحديدي”. وجاء هذا العدوان رغم إعلان الأمن الفلسطيني، صباح اليوم، استمرار العملية العسكرية التي يشنها منذ نحو شهر ونصف الشهر على مخيم جنين.
وأفاد الناطق باسم أجهزة السلطة الأمنية أنور رجب بأن بعض أفراد قوى الأمن أصيبوا بجروح، أحدهم بحالة خطيرة، خلال اقتحام جيش الاحتلال مخيم جنين. وبدأت قوات الاحتلال عمليتها من الجو عبر قصف مكثف نفذته طائرات مسيّرة، بالإضافة إلى إطلاق الرصاص من طائرة مروحية من نوع “أباتشي”. وتتركز قوات الاحتلال حاليًا في محيط مخيم جنين وبعض الأحياء القريبة من المدينة، في عملية عسكرية واسعة.
وتأتي هذه العملية الإسرائيلية، رغم أن الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية كان قد أصدر بيانًا صباح اليوم، أكد فيه استمرار العملية العسكرية التي تقودها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في مخيم جنين. وقال رجب إن “عملية حماية وطن” تسير قدماً لتحقيق أهدافها في المحافظات كافة، “فقد تمكنت قوى الأمن العاملة في محافظة ومخيم جنين من تحقيق المزيد من التقدم والإنجازات خلال الأسبوع المنصرم”. وأشار رجب إلى اعتقال 40 شخصاً ممن وصفهم بـ”الخارجين على القانون” بينهم عدد من تجار السلاح، وآخرون ممن شاركوا في إطلاق النار على قوى الأمن، على حدّ زعمه.
حماس تستغرب انسحاب السلطة من جنين
من جهتها، استغربت حركة حماس “سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية للاحتلال، بعد حصار دام أكثر من 48 يوماً للمخيم، وتعطيلها الاتفاق مع المقاومين حتى اليوم، ورفضها كل النداءات الوطنية لوقف إجراءاتها الخطرة بحق المناضلين والمقاومين”. ودعت الحركة في بيان “جماهير شعبنا في الضفة الغربية وشبابها الثائر للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال في كل نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان على مدينة جنين ومخيمها”. وقالت إن “هذه العملية العسكرية ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة ضد أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، ولن تنكسر الإرادة الفلسطينية أمام غطرسة المحتل وجرائمه وانتهاكاته المستمرة”.