كتب: سفيان حدسي

ظهر في الساحة الكروية الأوروبية جيل جديد من المدربين خطف أنظار و انتباه المتابعين و وسائل الإعلام ليصبح حديث الساعة في مختلف الأوساط الرياضية الكروية.

في مقال هذا الأسبوع قررت الكتابة عن هذه ظهور هذا الجيل الجديد من المدربين في أوروبا و الإبتعاد قليلا عن الكرة الإفريقية و العربية التي لا تخلو من المشاكل، الطريف منها و المؤسف.

رحلتنا ستقودنا إلى ثلاث دول مشهورة بمنتوجها الكروي و كلها سبقت و أن فاز منتخباتها بكأس العالم لكرة القدم. سننطلق من ألمانيا، إذ أن الدوري الألماني(البوندسليغا) شهد هذا العام حدث فريد من نوعه، و هو فوز باير ليفركوزن بلقب الدوري و كسر هيمنة العملاق البافاري التي استمرت لأحد عشرا موسما. باير ليفركوزن بقيادة مدربه الإسباني الباسكي تشابي ألونسو، حسم الدوري قبل أربعة جولات على النهاية محافظا على سجله خاليا من الهزائم مع تبقي مباراة واحدة على نهاية الموسم. حكاية باير ليفركوزن الجميلة ممتدة كذلك في كأس ألمانيا إذ سيلعب المباراة النهائية أمام كايزرسلاورتن يوم 25 ماي، و في الدوري الأوروبي سيخوض النهائي كذلك يوم 22 ماي أمام أتلانتا الإيطالي، مع العلم أنه لم ينهزم كذلك في أي مباراة في المسابقتين. تشابي ألونسو قاد الفريق بجدارة منقطعة النظير، إدارته للمباريات و توظيف اللاعبين شيء يدرس صراحة، و هو الآن بصدد دخول التاريخ، لأن ليفركوزن الذي فاز طوال تاريخه الممتد لحوالي 120 سنة بلقبين فقط، و هذا الموسم فقط بإمكانه أن يحصل على ثلاثة ألقاب!

الرحلة ستأخذنا إلى إيطاليا، بلد الكالتشيو الذي أمتعنا في التسعينات و بداية الألفية الجديدة.في الدوري الإيطالي ظهر فريق بولونيا بمدربه الإيطالي الشاب تياغو موتا، فكان الحصان الأسود و ظاهرة الموسم إذ تمكن الفريق من حجز بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل باحتلاله للمركز الثالث مع تبقي جولتين على النهاية متفوقا على فرق عريقة مثل روما، لاتسيو و كذلك نابولي.

في المحطة الثالثة و الأخيرة سنحط الرحال في اسبانيا و بالضبط في إقليم كاتالونيا، برشلونة بقيادة اسطورته السابقة تشافي هيرنانديز فشل فعلا ذريعا هذا الموسم بخروجه بخفي حنين من كل المسابقات، بل حتى المركز الثاني المؤهل إلى السوبر الإسباني اصبح في خطر مع تبقي 3 مباريات. برشلونة بعد أن فاز بالدوري و كأس السوبر العام الماضي، تدهورت احواله هذا الموسم، و عاش في كوميديا تبين ان الأحوال داخل النادي ليست في أفضل حال. فكيف لمدرب يعلن رحيله عند نهاية الموسم و يعدل عن قراره بعد مرور أشهر؟!

تألق الكوادر التدريبية الشابة هو أمر جميل، خاصة أننا استمتعنا بهم كلاعبين منذ زمن ليس بالبعيد، و لكن قرين النجاح هو الاستقرار الفني و حسن الإدارة. في العالم العربي شهدنا على تألق الكوادر الشابة مثل الركراكي مع الوداد و المنتخب المغربي و كذلك جمال بلماضي في فترة مع المنتخب الجزائري، كما أن افريقيا نشهد على تألق الجنوب أفريقي موكوينا مع صن داونز، لكن مازلنا بحاجة إلى دماء جديدة شابة للنهوض بمنتوجنا الكروي.

في الختام و مع ذكر كل هذه التجارب، لدي فضول لمعرفة كيف سيكون حال المنتخب المصري الذي يقوده الأسطورة حسام حسن خاصة مع التصريحات الساخنة التي أطلقها في الساعات القليلة الماضية !!

تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *