كتب: نمر الكسابرة
ان الانسان ابن بيئته الفكرية يتشكل وفق البيئة النفسية والفكرية التي يؤطر نفسه بها فيصبح دون ان يشعر يحاكي قالب فكري وتوجه فكري معين فان كان هذا الفكر فكرا بناء يكون فعال في بيئته المحيطة بشكل ايجابي وان كان هذا الفكر فكرا هدام يعكس هذا بشكل سلبي على بيئته التي تحيط به تماما كالجزرة هذه النبتة التي لو راقبت البيئة التي تحيطها وتفكرت بها ستصاب بالدهشة من سلوكها.
فمثلا اذا وضعت الجزرة في ماء وسكر ستنتج المربى واذا وضعتها في ماء وملح ستنتج المخلل واذا اهملتها تعفنت واصدرت روائح كريهة واذا زرعتها ستنتج شجرة خضراء جميلة تعطي المزيد من الثمار .
وانت كذلك ابن بيئتك الفكرية التي تختارها فاذا كنت تحمل فكرا بناء ستكون كالجزرة التي انتجت المربى والمخلل على اختلافهما الا وانهما مفيدان في كلا الحالتين وانت كذلك بالنسبة لمحيطك.
واذا تركت نفسك للافكار الهدامة ستكون كتلك الجزرة التي تعفنت واصبحت تصدر الروائح الكريهة وستكون هدام في محيطك واذا رفعت مستوى الوعي الثقافي البناء الذي يعود بالمنفعة والفائدة عليك وعلى محيطك ستكون كتلك الجزرة التي زرعت وانتجت جيل جديد يحمل الرسالة وينشرها ولو اسقطنا هذا الحديث على العمل السياسي والفكر الذي يتتلمذ عليه المريدين لا بد وان تشعر بالمسؤولية اتجاه ما تتشبع به من افكار .
فالفكر الذي تتبناه هو مسؤوليتك لذلك تعمق بالفكرة وافهمها وناقش بها واستمع للاراء ولا تتعصب لها ولا تنغلق على نفسك بادعاء انك تمتلك الحقيقة المطلقة فلا احد منا يمتلك الحقيقة المطلقة وان اقتنعت ووجدت نفسك ايجابيا في محيطك بالافكار التي تحملها ناضل من اجل الفكرة فالفكرة دون نضال لترسيخها لا قيمة لها .
بقلم : نمر حسين الكسابره